تم السماح لعمال الإغاثة التابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر السبت بإدخال إمدادات طبية الى مدينة "سرت" المحاصرة وهى معقل رأس العقيد المخلوع والمختبئ معمر القذافى بينما تتنامى المخاوف من اكتشاف كارثة إنسانية داخل المدينة التى تتعرض لقصف عنيف على مدى ستة أيام متواصلة. وقد وصلت شاحنة من الإمدادات وعربتان تقلان عمال إغاثة من الصليب الأحمر الأوروبي عند نقطة تفتيش غرب المدينة والتى يقف عليها مقاتلون موالون للمجلس الوطني الانتقالي الليبى لتأمين مرور الإمدادات. هذا وقد واصل المئات من المدنيين الليبيين فرارهم من "سرت" والذى بدأ منذ عدة أيام فيما كثفت قوات الحكومة الانتقالية قصفها على المدينة الساحلية - التى يقطنها نحو 100 ألف ليبى - وذلك في محاولة منها لطرد المقاتلين الموالين للقذافي والمتحصنين بها. ويحاصر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي مدينة "سرت" فيما لا تزال تتعرض لغارات جوية منتظمة تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي "النيتو". وقد تواصل القتال السبت على الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة مع تبادل الطرفين المتقاتلين لنيران الصواريخ والمدفعية. من جانبهم قال قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي إن "القناصة التابعين للقذافى" هم العنصر الرئيسي في إحباط تقدمهم حيث شاهد فريق من مراسلى وكالة رويترز للأنباء عددا من مقاتلي المجلس وهم يفرون من خط المواجهة تحت وطأة القصف. وفى بلدة "بنى وليد" مازالت قوات القذافى تقصف قوات المجلس الانتقالي وذلك منذ بداية هجومه على البلدة في مطلع شهر سبتمبر الماضى. كانت قوات حلف شمال الأطلسي وقوات المجلس الوطني الانتقالي قد نفت اتهامات الموالين للقذافى بشأن قيام قوات الأطلسى بقتل مدنيين باعتبارها اتهامات تشكل ضغوطا على قوات المجلس الانتقالى وهو ما قد يؤدى إلى تأخير جهود المجلس الساعية لحكم ليبيا فى أسرع وقت ممكن.كما سيؤدي الى تعميق الانقسامات الإقليمية وإحراج الحكومة الليبية المؤقتة وحلفائها في الخارج وذلك فى حال استمرار سفك المزيد من الدماء.