أثبتت الأبحاث فعالية الموسيقى في علاج التوحد. فقد كتب توني وتيغرام وهو اختصاصي العلاج بالموسيقى من المملكة المتحدة، مجلة العلاج بالموسيقى البريطانية عن أهمية وفعالية العلاج بالموسيقى للأشخاص المصابين بالتوحد.وعرض توني العلاج بالموسيقى كوسيلة علاجية داعمة لغيرها من البرامج العلاجية. عندما يتم تعريض الطفل المصاب بالتوحد للموسيقى التفاعلية التي يؤديها مدرب للعلاج بالموسيقى، فإن هذا يخفف الكثير من السلوكيات السلبية ويتم تصميم الموسيقى كي توائم الطفل المصاب بالتوحد. إن الموسيقى المرتجلة لها شكل وقالب خاصان ببداية ونهاية ويتم تصميمها ضمن إطار بحيث يكون هناك استجابة وتفاعل له معنى علاجي ولابد من التفريق بين الموسيقى العادية التي تستخدم الحركات الايقاعية . تحسين المهارات يتم تصميم كل جلسة للعلاج بالموسيقى بشكل مسبق بحيث تتحدد فيه البداية والنهاية وكل الإجراءات، كما يتم أخذ المرونة والابداع بعين الاعتبار وضمن هذا الاطار المنظم يتلقى الطلاب جلسات العلاج بالموسيقى مرة واحدة بالأسبوع في الزمان والمكان نفسه، ويتم تجهيز الغرفة بشكل مسبق بالأدوات الموسيقية المختلفة لضمان مختلف النغمات بحيث تبدأ كل جلسة بأغنية التحية يتبعها عدد من الأنشطة بحيث يشترك فيها الطلاب بشكل فردي أو بشكل جماعي. إن الهدف الأساسي من دراسة الموسيقى هو التركيز على المشاركة وأخذ الدور وتحسين مهارات الاستماع والاصغاء من خلال عزف الاختصاصية على البيانو والغيتار والطبل وغيرها من الأدوات. وتفاعلها مع الطلاب والهدف الأساسي من وراء هذا التفاعل هو فتح المجال للتواصل مع التركيز على بناء درجة من الوعي لمن حوله من الطلاب الآخرين في المجموعة نفسها، ثم تنتهي الجلسة بأغنية الوداع. ولعله من المهم ان نركز على أهمية بناء جسور الثقة والعلاقة والألفة والتي تبنيها الموسيقى على مدار الجلسات.وبالوضع المثالي فإن الجلسة لابد أن تكون معتمدة على معايير فردية، فكل طفل يختلف عن الآخر في القدرات وان تكون فردية ايضاً ولكن نظراً للظروف المادية ومحدودية الوقت فإن الجلسات تكون على الأغلب جماعية وذلك لضمان فائدة أكبر عدد من الأطفال الذين يحصلون عليها من خلال جلسات ممتعة فيها العديد من النغمات والأغاني والسكون أحياناً، تلك الفائدة التي تعكسها الاستجابات الايجابية لهؤلاء الاطفال. العلاج بالموسيقى لقد تطور العلاج بالموسيقى كمهنة على مدى خمسين سنة مضت. ومن الجدير بالذكر فإن العلاج بالموسيقى درس في المملكة المتحدة من خلال مساقات تخول دارسها الحصول على درجة الماجستير، وبعد حصول ذلك الدارس على المؤهلات يجب تسجيله في المجلس الصحي المهني حتى يمارس المهنة. وهذا يؤكد للعامة بأن من يمارس العلاج بالموسيقى لابد من أن يكون مؤهلا تأهيلاً عالياً، وقد يعمل الاختصاصيون إما في القطاع الصحي بالمستشفيات أو في مراكز خاصة أو في مدارس التربية الخاصة.