في افتتاح موسمه الخاص بالشرق يحتضن متحف اللوفر في باريس معرضين خاصين بالفنون الإسلامية، الأول يتناول الفنون الفارسية الإيرانية في عهد الصفويين والثاني عبارة عن عينات من مجموعة الآغا خان التي سيضمها عما قريب متحف يقام في كندا. وسيفتح المعرضان أبوابهما أمام الزائرين اعتبارا من يوم غد ويستمران لغاية 7 يناير المقبل. ويؤكد منظمو معرض "الفن الإيراني الصفوي" استنادا إلى الباحثين أن هناك علاقة حميمة ربطت دائما في الثقافة الإيرانية بين الكلمة المكتوبة وبين الفنون البصرية التي كانت جميعا تمجد جمال العالم. وتبدو هذه العلاقة ظاهرة تماما في المنمنمات الفارسية أو في فن صناعة الأواني والقطع حيث تعكس الموتيفات استعارات أدبية اتسع التوجه نحوها في العهد الصفوي (1501 - 1736). ويحفل المعرض بصفحات مخطوطة ومزينة من كتاب "الشاهنامة" أو كتاب الملوك المزين بمئات الرسوم والمنمنمات والذي أنجز في عهد الشاه تحماسب الذي تلا شاه إسماعيل وازدهرت في عهده الفنون. وفي المجمل يقدم المعرض نحو 200 قطعة اختيرت من مجموعات إيرانية وطنية وأيضا من مجموعات خاصة وتمت استعارة بعضها من متحف طهران ومن مكتبة غولستام ومتحف أصفهان ومتاحف في لندن ونيويورك إضافة إلى مجموعتي الصباح في الكويت والآغا خان الخاصتين. أما المعرض الثاني في متحف اللوفر فيقدم حوالي 80 قطعة من الفنون الإسلامية التي تضمها مجموعة الآغا خان للفنون الإسلامية وتشهد في تعدديتها على تنوع هذه الفنون وحيويتها خاصة في مجالات تركز عبر فن صناعة الكتاب وتغليفه. وأعد المعرض بشكل يظهر فيه التأثيرات المتبادلة بين العالم الإسلامي وأوروبا والصين وهو قسم إلى ثلاثة أقسام. ويجسد القسم الأول هذا التأثير المتبادل من خلال النظرة التي يحملها فنانو العالم الإسلامي على النتاجات الفنية الأجنبية وذلك منذ العصور الوسطى حيث ساهم الإسلام في نقل فنون اليونان والرومان عبر إسبانيا إلى الغرب. ثم واعتبارا من القرن السابع يبين المعرض تأثير الغرب في فنون الإسلام حيث تصور لوحة مغولية مشهد "صلب المسيح" في منمنمة صغيرة مدهشة. أما التأثير الصيني فيظهر خصوصا في قطع السيراميك المعروضة. ويضم المعرض كذلك في جزء منه مجسما لمشروع المتحف الذي سينجزه المهندس الياباني فيميهيكو ماكي ليصبح متحف الآغا خان في كندا قرب تورنتو. وسيمتد هذا المتحف على مساحة 10 آلاف متر مربع. وفي هذا القسم عدد من عناصر الهندسة الإسلامية مجسدة بالسيراميك ومحراب صلاة وقوس يدلل على غنى الهندسة والديكور في فنون الإسلام فيما يتعلق بداخل المباني وخارجها. ويتجسد قلب المعرض في جزئه الثالث الذي يركز على فن تخطيط القرآن وتزيينه وحيث تدل أنواع الخطوط والتزيينات على حضور الكتابة الكبير كعنصر تزييني في الفن الإسلامي وحيث تتراوح أنواع الخطوط بين كتابات عملاقة وأخرى صغيرة جدا لا تكاد ترى مثل الخط المسمى بالغباري والذي يمكن عبره أن يخط القرآن على صفحتين.