يعيش معظم الناس في حياتهم والبعض منهم لا يدركون أهمية التخطيط ودوره في تحقيق أهدافهم في الحياة ومع ان البعض منهم مارس التخطيط وأداه وهو لا يعلم بأنه عمل ضمن خطة أعدها لنفسه ولم تكن لديه المعرفة والعلم بذلك الفن ولكن من خلال خبراته في الحياة او من سبقه في نفس مشوار حياته. فتجد أمثلة كثيرة من هذا النمط وعلى سبيل المثال التجار البارزين في المجتمع تجد انه أسس نفسه وبدأ من الصفر وقد يكون لم يحظ بالتعليم الأكاديمي ولكن عندما خاض في طريق الكفاح والوصول الى القمة كانت الحياة هي المدرسة الحقيقية منذ بداياته فلم تكن لديه خطة معده مسبقاً ولم يكن لديه خبراء او المعاهد او الجامعات المتخصصة لتقديم العون والإرشاد له ليصبح في المستقبل تاجراً واسما لامعاً. فالتخطيط ليس مجرد علم يدرس في قاعات وكتب تنشر لكي تقرأ فقط او محاضرة يلقيها شخص مختص او دورة علمية تحصل عليها ولكن المهم هو كيف تخطط تخطيط سليما وكيف تجعله ثقافة وسلوك تتبعه والاهم من ذلك كله أن تنفذ ما خططت وان تبدأ بالخطوة الأولى ومن ثم تراقب وتلاحظ النتائج لكي تدرك انك في المسار الصحيح وانه لا يوجد لديك أي انحراف عن الخطة التي أعددتها. فمعلم البشرية وقائدها وقدوتنا الأمي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ضرب أروع أمثلة التخطيط فقد أسس دولة إسلامية بدأها بالدعوة سرا وبعد أن أصبح لديه العدة والعداد والمقومات التي تقيم دولة نشر دعوته فلم يكن كل ذلك وليدة اللحظة وإنما على فترة من السنين ليتحقق ما يصبو إليه فأتم رسالته للبشرية. أننا وفي الوضع الراهن أحوج ما نكون إلى ان نعيد النظر في طريقة حياتنا مرة أخرى وان يضع كل إنسان خطة لمواكبة التغيرات التي تطرأ على عالمنا ولا يقتصر التخطيط في وضع خطة مالية تدير بها الحياة المعيشة فقط بل خطط من نواح إنسانية واجتماعية وثقافية كتطوير الذات مثلاً لك ولأسرتك ماذا ستكون وماذا سيكونون بعد عقد او عقد من الزمان وماذا قدمت للمجتمع هل لك من بصمات أم انك تفضل العيش في الظل فهناك اشخاص بانجازاتهم غيروا مجرى التاريخ وسطروا بتاريخهم كلمات خالدة. وإليك بعض الإرشادات في إعداد الخطة في البداية تستعين بالله وتتوكل عليه وتعلم بان الله قد خلقك لهدف ديني ودنيوي هو عبادة الله وعمارة الأرض في ظل حدودها الشرعية التي أباحها الله لك أي ان تعقلها وتتوكل. فأولاً يجب عليك ان تحدد نوع الخطة التي ترغب في إعدادها فهناك خطط بعيدة المدى ومتوسطة وقصيرة حسب الفترة الزمنية فلا بد ان ترتبط بزمن محدد تبدأ به وتنتهي به فتحدد أهداف تلك الخطة فيجب ان تتميز أهدافها بالمنطقية والقدرة على التنفيذ وبها روح التحدي والطموح وقابلة للقياس لتحديد مدى التقدم او الانحراف بها و تقوم بتوثيقها حتى لا تكون عرضة للنسيان او الفقد ومن اجل الرجوع إليها ومن ثم متابعتها بشكل مستمر وتسجيل النتائج والملاحظات لإجراء عملية التطوير والتحسين على الخطة وان لا تنس مواطن القوة والضعف لديك وان تدرس الفرص والمهددات والمخاطر التي تواجهك في الخطة. وبذلك تكون قد أعددت خطة ناجحة بتوفيق الله عز وجل وتيقن بان الله سيسخر من حولك لتحقيق هدفك.