خلال3 سنوات, تعلن مصر إغلاق أبوابها أمام مرض البلهارسيا, الذي فتك علي مدي عقود' بل قرون' طويلة بأكباد مئات الآلاف من المصريين, هذا موجز لتصريح أدلي به الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة عقب لقائه الدكتورة مارجريت شاني مدير منظمة الصحة العالمية, وأنه تم الاتفاق مع المنظمة علي القيام بجهود مشتركه للقضاء علي المرض, وأضاف ان البلهارسيا ستنضم إلي قائمه الأمراض التي تم الإعلان عن خلو مصر منها, مثل شلل الأطفال والفلاريا والتيتانوس' الذي يصيب الأطفال. هذا التطور من شأنه إثارة عدة تساؤلات..فهل من الممكن في خلال3 سنوات القضاء علي مرض هد عافية المصريين منذ زمن الفراعنة وأورث أكبادهم اليوم إلي جانب الفيروسات هما يكاد لاتخلو منه عائلة مصرية, كما أننا أنفقنا مئات الملايين علي عشرات المشاريع لمكافحة البلهارسيا, لكنها مازالت صامدة!! تجدر الإشارة أولا إلي ما كشفته دراسة حديثة أجرتها الدكتورة شاهيناز مخيمر أستاذ مساعد الصحة العامة والدكتورة مها طلعت أستاذ الصحة العامة بمعهد بلهارس في إحدي قري الفيوم أن51.7% من أطفال المدارس و65.8% من الأطفال المتسربين من التعليم يعانون البلهارسيا المعوية, مما يعني أننا بعد بضع سنوات ستصاب هذه النسبة من الأطفال بتضخم الكبد والطحال والاستسقاء ما لم تسارع وزارة الصحة لعلاجهم بطريقة صحيحة, وكشفت عن قصور واضح في الرسالة الإعلامية لمكافحة المرض, حيث لا يعلم هؤلاء الأطفال أن هناك علاجا بالأقراص يجب أن يتم تكراره وفق البرنامج المتبع في العلاج. وقالت الدكتورة جيهان الفندي مدير معهد بلهارس إن وزير الصحة حينما يعلن أنه سيقضي علي البلهارسيا خلال3 سنوات لابد أن لديه خطة لذلك, لكن المعهد لايعلم عنها شيئا!! ولابد من الكشف عن هذه الخطة ومناقشتها, باعتبار أن البلهارسيا مرض متعدد الأسباب, لذا فإن الخطة يجب أن تكون شاملة التعامل مع جميع مراحل المشكلة لا أن تقتصر علي العلاج فقط, وتضيف أن القضاء علي البلهارسيا ليس مستحيلا, بل ممكن حيث نجحت في ذلك دول مثل اليابان. ويري الدكتور عمران البشلاوي استشاري طب المناطق الحارة والأمراض المتوطنة ان حل مشكلة البلهارسيا في مصر يتلخص في تحسين بيئة الريف المصري وتوفير المياه النظيفة لسكانه وعمل توسع أفقي في الصحاري لإبعاد الناس عن وادي النيل, ويطالب بعودة المجموعات الصحية مثلما كان يتم من قبل من خلال نظام المجموعة الصحية, الذي كان بمثابة مستشفي متنقل للأمراض يوفر غذاء نظيفا للمرضي ويقدم العلاج, ويدعو إلي إعادة فتح ملف المشروع القومي الذي كان يستهدف التطعيم ضد البلهارسيا الذي أنفقنا عليه46 مليون جنيه في الفترة بين1988 1998 وانتهي علي حد قوله إلي الاستغراق في كارثة الفيروسات الكبدية؟! وتعقيبا علي ذلك, أكد الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن مشروع مكافحة البلهارسيا لم يتوقف نهائيا, بل هو قائم وتتم فيه جهود كبيرة, بدليل أن معدلات الإصابة انخفضت في مصر من40% في الستينيات إلي1.8% حاليا, وأن التعاون مع الصحة العالمية يعني مساعدتنا في الوصول بالنسبة إلي صفر بعد3 سنوات, وأن الخطة التي وضعتها الوزارة شاملة كل مراحل مكافحة المرض حتي العلاج.