بعد انفصال جنوب السودان عن شماله، كشفت وزيرة الدولة بوزارة الاعلام السودانية سناء حمد العوضى أن هناك اتجاها بألا يتم المساس بالاتفاقية الاساسية لحوض النيل فيما يتعلق بحصص المياه، كما أن الجنوب ليس بحاجة الان للتطرق لهذا الملف وأن التنسيق سيبقى مستمرا بين السودان ومصر فيما يتعلق بملف حوض النيل. وأشارت الوزيرة السودانية ان المياه التى تأتى عبر النيل الابيض من الجنوب لا تمثل مشكلة بالنسبة لجمهورية السودان، حيث تمثل مياه هذا النهر حوالى 14 بالمائة فقط من المياه القادمة الى السودان عبر الجنوب، ولكنها تمثل رقما مهما جدا بالنسبة لمصر. وأكدت الوزيرة- فى مؤتمر صحفى عقدته مساء الخميس بفندق سميراميس بالقاهرة تحت عنوان "مستقبل السودان بعد انفصال الجنوب"- أن السودان سيعمل على الحفاظ على علاقات طيبة مع جميع دول الجوار، وخاصة مع مصر التى استعادت دورها الريادى العربى والافريقى، ويمكن للسودان الاستفادة من هذا الدور معتبرة أن استقرار مصر من استقرار السودان. وقالت سناء حمد العوضى ان العلاقات السودانية المصرية دخلت مرحلة جديدة بعد نجاح ثورة 25 يناير، معتبرة أن هذه العلاقات كانت تقوم على العواطف فى الماضى، ويجب أن تبنى على المصلحة المشتركة فى المستقبل. وأوضحت الوزيرة السودانية ان على عثمان محمد طه نائب الرئيس السودانى سيقوم بزيارة للقاهرة أواخر الاسبوع المقبل لرئاسة وفد السودان الى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، مشيرة الى ان اجتماعات هذه اللجنة ستبحث مشروعات التعاون التى دخل بعضها بالفعل حيز التنفيذ. وردا على سؤال بشأن وثيقة دارفور التى تم توقيعها الخميس فى الدوحة، رحبت سناء حمد بالتوقيع عليها من جانب الحكومة السودانية ونحو 15 فصيلا سودانيا ودعت بقية الفصائل الاخرى التى لم توقع الى المسارعة بالتوقيع، خاصة وأن الوثيقة منحت هذه الفصائل مهلة 3 شهور للتوقيع والانضمام الى الفصائل الاخرى. وأكدت الوزيرة أن هناك رغبة لدى حكومة السودان فى أن تنضم هذه الفصائل الى الاتفاقية حتى يتم التفرغ لتحقيق الامن والتنمية بالاقليم والارتفاع بمستوى معيشة سكانه. وردا على سؤال حول مستقبل جمهورية السودان بعد انفصال الجنوب، قالت الوزيرة ان هناك الان إعادة صياغة لمؤسسات الدولة، مؤكدة أن السودان سيطرح نفسه خلال المرحلة المقبل كعنوان للاستقرار والانتاج والامن الغذائى. وأضافت أنه اذا كان الجنوب غنيا بالثروات الطبيعية، فان الشمال يتمتع بالاراضى الخصبة الصالحة للزراعة والتى يستطيع بها أن يصبح سلة غذاء العالم.