اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الجمعة أن الربيع العربي حطم صورة النموذج الديموقراطي الذى اتسم به الحكم الذاتي في كردستان الذى طالما اشادت به الولاياتالمتحدة بإعتباره نموذجا يمكن أن يحتذى بالنسبة لباقي اجزاء العراق والشرق الأوسط، والذى انهار بسبب ممارسة القيادات الكردية أعمال القمع الوحشى المصحوب بالعنف ضد مظاهرات احتجاج المنشقين. وأشارت الصحيفة- فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى مساء الجمعة- أن انتفاضة "الربيع الكردى" انطلقت بتلك المنطقة التي تشبه القوس بالشمال العراقى- التي غالبا ما يتم إغفالها- في منتصف شهر فبراير 2011، تضامنا مع المصريين والتونسيين الذين أطاحوا بالحكام الطغاة فى بلادهم. وأضافت إلا أن النتائج بالنسبة للتجربة الكردية كانت مختلفة تماما، حيث كشفت بعد مرور 62 يوما وسقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى عن أن الحرية أملا بعيد المنال بعد ان ضرب الأكراد حلفاء واشنطن المقربين بشدة وبقوة ضارية المتظاهرين الأمر الذى حطم الصورة التي تم رسمها بعناية لكردستان كجزيرة للديموقراطية وسط محيط الديكتاتورية الإقليمية. وأوضحت الصحيفة أن كل ماتبقى من الثورة القليل من الملصقات شاحبة المعالم لأول ضحايا الثورة البالغ من العمر 16 عاما وآثار الحرائق التى اضرمتها قوات الأمن بخيام المتظاهرين فضلا عن اسهامها فى تعميق الأزمة السياسية في هذا الأقليم الذى يتمتع بشبه الاستقلال الذاتى بالشمال العراقى. وذهبت الصحيفة إلى أن ماحدث في كردستان العراق بدد أيضا طموح الجماعات العرقية الكردية المحرومة من الحصانة خارج العراق الموجودة في سوريا وتركيا وإيران الذين طالما اعتبروا ان الحكم الذاتى المحدود الذى يمارس من جانب اشقائهم فى العراق بأنه النموذج الذي ينبغى عليهم أن يحققوه.