تقاوم الولاياتالمتحدة ضغوط حلفائها الأوروبيين لتوسيع مهمة المبعوث الجديد للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير حرصا على الحفاظ على نفوذها في الملف الإسرائيلي الفلسطيني. وهذه المسألة الشائكة ستكون محور الاجتماع الوزاري للجنة الرباعية المرتقب الخميس المقبل في لشبونة والذي أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مشاركتها فيه إلى جانب الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية توم كايسي ان بلير الذي عين مبعوثا خاصا للجنة الرباعية فور تنحيه من رئاسة الحكومة البريطانية في 27 يونيو الماضي، سيشارك في هذا الاجتماع الذي سيشكل «أول فرصة لكي يبحث الجميع معه دوره والمهمة التي سيقوم بها هناك». وتتردد الولاياتالمتحدة، في تحديد مهمة سياسية لرئيس الوزراء البريطاني السابق. فهي غير ميالة للسماح لبلير بالحوار مع حركة «حماس». وفي المقابل فإن عشرة وزراء خارجية أوروبيين طلبوا في الآونة الأخيرة من المبعوث الخاص الجديد للجنة الرباعية توسيع مهمته من اجل «حلحلة» عملية السلام. وفي رسالة مفتوحة وضعت بمبادرة من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حددت الدول الأوروبية العشر وبينها البرتغال التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وتشارك بصفتها هذه في اجتماعات الرباعية، عدة أهداف لبلير تتجاوز مهمته الرسمية. وطلبوا منه «تقديم أمل لشعوب المنطقة» عبر فتح «مفاوضات بدون شروط مسبقة حول الوضع النهائي» وتشكيل «قوة دولية قوية» في الأراضي الفلسطينية لتواكب اتفاق سلام. كما اقترحوا أيضاً «الحصول من إسرائيل على إجراءات ملموسة وفورية لدعم الرئيس محمود عباس» على سبيل المثال عبر الإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين وابرز قادة فتح. لكن رد واشنطن جاء سريعا حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك «اعتقد ان أنظار كل الناس في المنطقة والعالم ستتجه نحو الولاياتالمتحدة ورايس لإحراز تقدم في المناقشات الدبلوماسية سواء كان بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو بين الإسرائيليين والعرب». والأوروبيون ليسوا الطرف الوحيد الذي يدعو إلى توسيع مهمة بلير حيث ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعا بلير الجمعة إلى التصرف كوسيط «نزيه». وقال ان «بلير يدرك جيدا الانطباعات في المنطقة إزاء مهمته الجديدة.. وخصوصا على صعيد إعادة بناء المؤسسات والاقتصاد في الأراضي الفلسطينية وتلقيها الاستثمارات والأموال»، مؤكداً ان «ذلك يستدعي تحركا سياسيا». وشدد على الحاجة «إلى وسيط نزيه لا إلى مجرد نشاط شكلي وكلام من نوع السعي إلى إقامة دولتين متجاورتين إسرائيلية وفلسطينية». وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية فإن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات طالب بأن تكون لتوني بلير صلاحيات تتيح له السهر على احترام إسرائيل تعهداتها. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية رفض الكشف عن اسمه ان رئيس الوزراء البريطاني السابق سيكون في نهاية الأسبوع الجاري في واشنطن لأسباب خاصة مؤكداً انه من غير المرتقب عقد أي لقاء مع رايس.