تكشف قناة ديسكفري النقاب عن واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ مصر الحديث منذ اكتشاف الملك توت عنخ آمون، ويلقي الفيلم الضوء على أدلة أثرية وعلمية وطبية تحدد هوية مومياء عمرها 3500 عام تعود للملكة «حتشبسوت».وتعتبر حتشبسوت أكثر قوة من كليوباترا ونفرتيتي، سرقت العرش من ابن زوجها الشاب، وارتدت ملابس الرجال، ونصبت نفسها فرعونا.وانتشرت قوتها لتشمل مصر كلها شهد عهدها ازدهارا كبيرا، لكنها حذفت من تاريخ مصر بصورة منظمة وجرى إتلاف وتدمير سجلاتها التاريخية ومزقت نصبها وأزيلت مومياؤها من قبرها وأحيط موتها بالغموض. وستبث قناة ديسكفري الفيلم الذي يتابع خطوات فريق علمي يتألف من خبراء وعلماء آثار وأساتذة جامعات برئاسة الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية منتصف ليل يوم الأحد في 7 أكتوبر المقبل. ويرصد الوثائقي عن كثب خطوات الفريق العلمي الذي يستخدم للمرة الأولى مجموعة كاملة من التقنيات العصرية والطبية لتحديد ومطابقة هوية حتشبسوت، وقد قادت رحلة الاستقصاء التي قام بها الفريق إلى الأقبية الهائلة تحت مصر وفي أعماق متحف القاهرة، كما تمكن الفريق بفضل معرفته ودرايته بأساليب الفراعنة في تحنيط المومياوات الملكية المصرية، وحل مفاتيح الألغاز من قبرين مرتبطين بحتشبسوت، من حصر بحثه بأربع من آلاف المومياوات المجهولة الهوية. وأتاح المسح الطبقي بالحاسوب الآلي للعلماء ربط ومقارنة ميزات وسمات جسدية طبيعية للمومياوات الأربع بميزات أقرباء حتشبسوت المعروفة، وسرعان ما انحصرت البحوث بإمكانيتين فقط، إحداهما مومياء لمرضعة حتشبسوت. وبقي مفتاح اللغز الأخير الذي أثار الفريق، وعاء فخاري يحمل اسم فرعون أنثى. واكتشف العلماء عبر المسح بأن الضرس الموجود في الوعاء الفخاري، يطابق تماماً الضرس المفقود في فم واحدة من المومياوات، الأمر الذي قاد إلى التعرف على مومياء «الملكة المفقودة». يذكر أن قناة «ديسكفري» ساهمت عبر شركة «ابلايد بيوسيستمز»، المزودة العالمية لتقنيات تحليلات الحمض النووي، وصندوق «ديسكفري كويست» لمساندة الأعمال العلمية المجتمعية في إنشاء وتجهيز أول مختبر فحوصات للحمض النووي القديم في متحف القاهرة في مصر.وسيتعدى استخدام مختبر فحص الحمض النووي في انتزاع وفحص ومقارنة الحمض النووي لمومياء حتشبسوت ومومياوات أفراد عائلتها، إلى استخدامه في فحص واختبار الاكتشافات المستقبلية في مصر في محاولة لتحديد العلاقات الأسرية بين العائلات الملكية.وتتيح معدات وتجهيزات المختبر القيام بمسح طبقي مفصل بالحاسب الآلي لكل مومياء والوصول إلى تحت لفائف وأشرطة تغليف المومياوات الهشة لبعض أعظم فراعنة مصر من دون إتلافها أو إلحاق أي ضرر بها.