اهتمت الصحف العربية الصادرة الأثنين بجهود حل الأزمات في اليمن وليبيا والوضع في غزة ومحاولات الاصلاح في سوريا والاردن الحياة: ضمير العالم أمام لغز ليبيا المثير عن المشهد في ليبيا كتب راشد المبارك في جريدة"الحياة" يقول: انه مشهد مثير يحمل كل ما يبعث على الغضب والرهبة والاشمئزاز، المشهد الذي يعرض فيه فرد واحد حياة أو أمن ملايين من البشر للموت أو الفزع أو الترويع لرفضهم سلطته أو مخالفة إرادته، ولا يرى في ما يقوم به إلا عملاً مشروعاً مُسوغاً لإشباع رغبات ذات مزدحمة بالخطير من النزوات. وقال: تحرك أعداد كبيرة في البلاد المذكورة بدافع واحد صنعه الشعور بالظلم في نفس من يقع عليه وما يزرعه الطغيان المروع والفساد المنتشر والاستئثار بالمنافع والمطامع في نفوس طال شقاؤها بهذه الشرور، وإذا كانت هذه الشرور عوامل مشتركة وُجدت وحركت في كل المواقع فهي تبدو في أكثر صورها حدة وترويعاً في الحالة القائمة في ليبيا إذ قُدِّر لأهلها أو قُدِّر عليهم أن يعيشوا في عهد سعيد، لا يرى صاحب الأمر فيه في التضحية بحياة شعبه وترويع أمنه إلا أمراً مسوغاً ومشروعاً لاستبقاء سلطانه وفرض طغيانه. ويضيف: من أغرب ما يُقدَّم من تفسير لهذا الموقف اللغز هو أن (الأخ القائد) يسوق أتباعه وأشياعه ليضعهم في مرمى الموت حول معداته الحربية، يحمي بهذه (الكتل) من البشر كتلاً من الحديد، ومع ما في هذا العمل - إذا صح - من شناعة يتضاءل معها كل ما عُرف من جرائم الطغيان ليكون عائقاً للقوى المنجدة عن نجدة من جاءت لإنجادهم، فتتفادى إصابة من جاؤوا مختارين أن يكونوا وقوداً لنار لا يوقدها إلا من لديه ما لدى (الأخ القائد) من قدرات يشقى بها الإنسان، فإن القوى المنجدة نفسها لم توفق لاختيار أكثر الخيارين قرباً إلى ما يُعقل أو يُقبل، إذ ليس من المؤكد أنها موازنة عادلة ونبيلة تلك التي يكون فيها استبقاء حياة من جعلوا أنفسهم (مادة) يتصرف فيها فرد بلا رفض منهم وهو موقف يستطيع تميزه أدنى الفئات من البشر ولا يلزمهم لذلك أن يقرأوا قول المتنبي: وإذا لم يكن من الموت بدٌ/ فمن العجز أن تكون جباناً