الاحداث التى عمت عددا من الدول العربية امس الجمعة وخصوصا فى سوريا والاردن واليمن تؤكد حقيقة راسخة أن الشعوب العربية كلها اصبحت بحاجة ماسة الى اصلاحات جذرية تلبى حقوقها بالحريات العامة والقضاء على الفساد المستشرى وإنهاء ظواهر التحكم بالثروات والمصالح من قبل فئة متنفذة لسبب قربها من السلطة. وقد تعززت قدرة الشعوب على رفع سقف مطالبها بالتغيير الشامل بفضل ثورة الاتصالات التى يمتاز بها العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين حيث تحولت مواقع الاعلام الاجتماعى الى تواصل سياسى عبر الشبكة العنكبوتية مدعما بتغطية اعلامية واسعة عبر الفضائيات مما يعنى عدم امكانية تجاهل مطالب الشعوب المتعطشة للعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحرية التعبير وعدم امكانية قمعها والتعتيم عليها. وهذا ما يستدعى ان تبادر الانظمة المعنية فى الدول العربية التى تشهد الحراك الشعبى الى التفاعل مع مطالب الجماهير ومواكبتها بصورة عصرية تليق بوعى الناس ومهارتها باستخدام ثورة الاتصالات وتتطلب ان تقدم الانظمة على اثبات انتمائها الى عصر الالفية الثالثة عبر التخلى عن كل الوسائل التقليدية للتعامل مع الشعوب واظهار مهارة بالتعامل المرن والعصرى بحيث تستعيد من خلالها ثقة الشعوب بها. كما ان التجارب السابقة فى الدول العربية تشكل دروسا وعبرا تستدعى من الانظمة العربية التى تشهد حراكا شعبيا ان تثبت للرأى العام العربى والعالم انها ادركت النتائج الوخيمة لاستخدام العنف والقمع بحق المطالبين بالاصلاحات وانها استفادت من دروس التجارب السابقة عبر استخدام الحوار والاصغاء لمطالب الاصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى وتلبيتها بما يضمن منع سفك الدماء وحفظ الامن والاستقرار ويحقق التطور الذى يصنع مستقبلا افضل للشعوب لكى تنعم بالحياة الديمقراطية وهذا بالتأكيد يرضى طموح الشعوب العربية فى اليمن وسوريا والاردن ويثلج قلوب العرب جميعا.