نقلا عن الاهرام 18/12/07 المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية يحقق آثارا عظيمة للشعب الأوغندي تلمسها من نبرة الصوت والفرحة علي الوجوه الأوغندية السمراء ولم لا والمشروع الصديق قد غير وجه الحياة في كل مواقعه, وأحال البؤس والشقاء الي فرح ورخاء, ورواج اقتصادي أوغندي مع انقشاع ملايين أطنان الحشائش المدمرة عن وجه بحيرة فيكتوريا. تحقيقات الأهرام كانت هناك بالقلم والكاميرا وسجلت تلك اللحظات.. والبداية كما يقول الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والري بدأت مع استغاثة الحكومة الأوغندية طلبا للمساعدة المصرية وعندما بدأت المشكلة الخطيرة في منتصف شهر اكتوبر عام1997 حيث التغيرات المناخية الحادة التي أدت لسقوط أمطار غزيرة علي البحيرات الاستوائية أدي ذلك الي ارتفاع مناسيب المياه في بحيرة فيكتوريا الي أكثر من1,5 متر أي أكثر من100 مليار متر مكعب من المياه أدت الي تحرك كميات هائلة من الحشائش المائية والجزر العائمة التي تسببت في انسداد مخرج بحيرة كيوجا لمسافة16 كيلومترا . مما أدي الي غرق العديد من القري علي ضفافها وأيضا علي ضفاف بحيرة كوانيا وانتشرت الأمراض والأوبئة وانسدت المسارات من وإلي قري الصيادين وتوقف الصيد وهو الصناعة الثانية بعد زراعة البن في أوغندا مصدر الدخل القومي الرئيسي, وتهددت حياة خمسة ملايين نسمة من الشعب الأوغندي تعيش علي ضفاف بحيرة فيكتوريا!! وهكذا استجابت مصر وأرسلت البعثات الفنية التي أجرت الدراسات, ورصدت مصر13,9 مليون دولار باتفاقية بين البلدين في مارس1999 لشراء معدات بعد مناقصة عالمية لتدريب العمالة عليها من كراكات ومصدات مائية وصنادل بحرية لحمل الحفارات الهيدروليكية بخلاف سيارات النقل والأوناش والقوارب وسيارة الورشة المتنقلة. وبدأت كما يقول د.أبو زيد المرحلة الأولي التي أسفرت عن فتح مسارين بطول36 كيلو مترا وبعرض500 وظهرت15 قرية, وانخفضت مناسيب البحيرة, وانحسرت المياه عن قري الصيادين وعادت الحياة اليها بعودة مهاجريها من السكان, وعاد نشاط الصيد من جديد. ويكمل الحديث المهندس كمال شاكر مدير بعثة الري المصري بأوغندا بأن العمل يجري في موقع مصب نهر كاجيرا علي بعد350 كيلو مترا من كمبالا العاصمة الأوغندية منها100 كيلو متر قطعناها في مدقات ترابية وعرة صخرية علي ارتفاعات شاهقة وسط الجبال في مناطق أخري. ويقول: إن المرحلة الثانية من المشروع بدأت عقب انتهاء المرحلة الأولي عام2003 لتنتهي في عام2007 فيما تستمر المرحلة الثالثة من مايو2007 حتي مايو2010. ويضيف ان الموقع الذي نقف فيه الان يرفع كل يوم منه نحو600 طن من الحشائش لو دخلت الي بحيرة فيكتوريا لسدت المخارج وأثرت سلبا علي حصة مصر. 4 مواقع للمشروع: بجواري يقف المهندس عادل عز العرب مدير فرع شركة مساهمة البحيرة التي تشرف علي التنفيذ والصيانة والتشغيل والتدريب للعمالة الأوغندية العاملة علي هذه المعدات, فيقول انه في المرحلة الثالثة توجد أربعة مواقع مهمة لاستمرار المشروع الأول الذي نقف فيه والثاني بورت بيل في كمبالا لمقاومة الحشائش بجوار النهر الرئيسي الذي يفتح أسواقها مع دول شرق أفريقيا الواقعة علي بحيرة فيكتوريا ( رواندا وبوروندي وتنزانيا والكونغو الديمقراطية) والثالث موقع وان سيكو والرابع موقع شيجوجي علي بحيرة كيوجا. ويضيف ان المشروع امتد لتطوير القري بناء علي توصية من الدكتورمحمود أبو زيد وزير الموارد المائية والري في اثناء تفقده وزياراته العديدة للمشروع. ويضيف ان من أهم هذه التوصيات تطوير موقع جابا علي بحيرة فيكتوريا علي بعد15 كيلومترا شرق العاصمة كمبالا الذي تم فيه انشاء رصيف وميناء نهري أعاد اقتصاد العاصمة كمبالا الي سابق مجده حيث عادت الأسماك تصديرا وصيدا والشاي والبن والأخشاب والوقود تبادلا مع هذه الدول الواقعة علي بحيرة فيكتوريا.ويقول أيضا إنه تم تطوير15 قرية وإنشاء أرصفة نهرية لاستقبال البضائع وتصديرها لتعود اللنشات لتسبح في أرجاء البحيرة في كمبالا ذهابا وعودة. أما مرسي جابا, فيعد الآن لقص شريطه الدكتور أبوزيد في احتفال قومي أوغندي, يقول عنه المهندس عاطف عبدالحميد المدير التنفيذي للمشروع ومن شركة مساهمة البحيرة: إنك سمعت ورأيت بنفسك مدي سعادة المواطنين الأوغنديين الذين يساعدوننا بأيديهم من خارج أطقم العمالة الأوغندية الرسمية العاملة بعد أن كانوا ينظرون بالريبة والشك إلا أنهم أصبحوا الآن متحمسين للمشروع أكثر منا. سعادة أوغندية: أما المهندس الأوغندي عمر ودا عضو لجنة الإشراف علي تشغيل معدات المشروع, فيؤكد هذا المعني قائلا: لقد تغيرت الصورة تماما وأصبح المواطن الأوغندي يشعر بحب وسعادة تجاه الشعب المصري, بعد الانجازات العظيمة التي قام بها المشروع المصري الأوغندي لإزالة الحشائش ونباتات ورد النيل من المنابع, حيث ساعدته في كسب قوت يومه بإنشاء شواطئ للصيادين والجميع هنا في أوغندا يقدمون الشكر لمصر حكومة وشعبا. ويضيف ان العمل الذي يجري أمامك علي قدم وساق علي أحدث الأسس العلمية, لم يكن أحد ليتصور مدي الاهمال والبشاعة التي كان عليها هذا الموقع الذي يتم تطويره, حيث كان المواطنون يعانون في الوصول من البحيرة إلي الشاطئ, لكن الآن أصبح علي أحدث طراز وعاد النشاط وزادت فرص العمل, فهذا المشروع خير تكريم للمهندس المصري. أما المهندس المصري عبدالعزيز الطناحي عضو بعثة الري المصرية, فيؤكد أن المجهودات التي بذلت هي خير دليل علي صدق التعاون المصري للأشقاء الأفارقة, خاصة في دول حوض النيل, إذ أصبح المواطن الأوغندي يشعر بأن المصري بلدياته. ورأي العمال الأوغنديين يعبر عنه بيتر ميساجو28 سنة مع سايموني35 سنة وجون22 سنة, إذ يؤكدون إعجابهم بمهارة المصريين وخفة دمهم وروحهم المرحة في أثناء العمل, الذي يؤدي للإنجاز بدقة ومهارة واتقان, خاصة حسام فؤاد وأيمن فؤاد وعبدالعزيز فؤاد من مساهمة البحيرة, الذين يكونون مع الأوغنديين فريق عمل متكاملا يؤثر إيجابا في مسيرة الأوغنديين نحو اقتصاد متقدم. المزيد من التحقيقات