اكد مفتي الجمهورية في كلمته التي وجهها للأمة فى ذكرى المولد النبي الشريف أنه يجب علينا استخلاص الدليل والمنهج والأسوة من مولده (صلى الله عليه وسلم) لحياتنا المعاصرة حيث كان ميلاده (صلى الله عليه وسلم) ثورة على ظلم الجاهلية وظلامها، وكانت بعثته مبعث تغيير للعقائد الفاسدة، وكانت نبوته بداية حياة من الجهاد والعمل والتحرر من رقبة الاستبداد والاستعباد، واضاف المفتى على جمعة ان هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كانت نقلة حضارية لبناء دولة المساواة والإخاء وإرساء دستور المدينة الفاضلة الحقيقية، تلك الدولة التي قامت على بسالة شباب صحابته وجسارتهم، وصمودهم فحريٌّ بنا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات الإنسانية ويسوده الرخاء والتماسك. وطالب المفتي المصريين بالتمسك والتسلح بالوحدة والاتحاد والثقة في هذه المرحلة من تاريخ الوطن وهم ماضون على طريق هذه النهضة المنشودة ، من أجل استكمال أركان المجتمع الحديث والمتطور الذي يحقق مصالح وتطلعات جميع أبنائه في حاضرهم ومستقبلهم ومواصلة وضع وتنفيذ سياسات إصلاحية طموحة نحو الديمقراطية وسيادة الوطن واستقراره واستقلال إرادته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية . ولفت المفتي في كلمته إلى أنه ما أحوج الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها أن تتأسى ذكرى مولد نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، وبسيرته الكريمة وما أرساه من قيم العمل والمثابرة والتصميم لتكون سببا رئيسا لشحذ وتقوية عزيمتنا في مواجهة تحديات الحاضر، وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر في مستقبل أفضل. ودعا جمعة العلماء والدعاة إلى تبني خطاب ديني جديد يتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه متسلحا بأدواته ينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوي الغلو والتطرف التي تظهر من الحين للآخر ويتصدى لأي صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم . وقال مفتي الجمهورية في ختام كلمته أن المشاركة الحقيقة والمخلصة من كافة المواطنين والعمل بروح الفريق هي الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة العزيزة لاستعادة دورها على جميع المستويات الإنسانية، فالمستقبل الذي نسعى إليه لن يتحقق بالكلمات والشعارات والتمني.. وإنما تحققه مشاركة فاعلة جادة تدفع و تدعم مسيرة أبناء مصر إلى الإمام لتسهم مصرنا الغالية في إحداث زخم حضاري جديد يدعم مسيرة أمتنا وعالمنا الإسلامي للرقي والتحديث.