اكدت عضو حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني القسم الفرنسي ميشيلين غارو ان الحركة في اوروبا وامريكا نظمت العديد من المظاهرات في سياتل وجنوا للمطالبة بحقوق اهالي منطقة الشرق الاوسط، موضحة ان الحركة ايضا ترسل بعثات إلي فلسطين اهمها بعثة الشهيدة راشيل كروي التي اغتالتها قوات الاحتلال الاسرائيلي وهي تدافع بجسدها عن الشعب الفلسطيني. وقالت في ندوة نظمها منتدي الفكر الاشتراكي في رابطة الكتاب في العاصمة الاردنية ان الحركة اطلقت نداء مشتركا في ذكري نكسة حزيران 1967، وتحدثت خلاله عن ما قبل وما بعد تأسيس الكيان الصهيوني وعدم شرعية هذا الكيان وعدم امكانية قيام سلام معه. الناشطة الفرنسية ذاتها اوضحت ان الحركة في فرنسا وجدت صعوبة في اقناع رجل الشارع بتطورات الامور الناجمة عن رفض الرئيس شيراك المشاركة في العدوان علي العراق مشيرة إلي ان الفرنسيين بدأوا يفقدون حقوقهم الاجتماعية وحرياتهم شأنهم شأن المواطنين العرب وأنها وجدت بعد الاطلاع علي اوضاع العرب ان الحال من بعضه . اليسار الفرنسي وفي معرض حديثها عن اليسار في بلدها قالت غارو ان هناك مشكلة كبيرة في فرنسا وهي ان اليسار الفرنسي لم يعد يسارا بل خلع جلده واصبح ليبراليا وداعما لليبراليين، مؤكدة ان الحركة ضد الحرب والعولمة، وان المناهضين للحرب والعولمة هم نفس الاشخاص من النقابيين والعمال وبعض الحركات النسوية، بيد انها كشفت النقاب عن اختراق الصهيونية لهؤلاء بصورة او اخري لمنع الحركة من التمادي والانتقال إلي مرحلة الفعل. واضافت غارو ان هناك من يحاول توسيع حركة التضامن لكنها شددت علي انه كلما تقدموا خطوة اشتدت الضغوط عليهم، مشيرة إلي ان الوضع في فرنسا معقد حاليا، وان ضواحي باريس تشهد الكثير من المشكلات وان القليل من الناس دعموا هذه الحركة، لكنها اعربت عن اسفها العميق لان العديد من مناهضي العولمة لم يشاركوا في دعم ثورة الضواحي. ضواحي باريس ووصفت الناشطة الفرنسية حركة ضواحي باريس بأنها ملائمة لتعزيز النضال، موضحة ان ما حدث كان سببا لانتخاب ساركوزي وحصوله علي 53% من الاصوات، ذلك ان كثيرا من الناس اعتقدوا ان مقاومة الامبريالية ستكون اسهل بعد انتخاب ساركوزي. مشيرة إلي وجود حركات مناهضة للامبريالية والحرب في فرنسا، وان ذلك سيقوي التحرك في عهد ساركوزي. وقالت ان الحركة الرئيسية تقف ضد ما يجري في بريطانيا الشريكة في العدوان علي العراق، مشيرة إلي وجود نشاط في بريطانيا واسبانيا، مضيفة ان مكافحة الامبريالية في عهد ساركوزي ستكون اشد لانها اكثر وضوحا، وان الحزب الاشتراكي الفرنسي بدأ يستيقظ وبات يقترب اكثر فأكثر من المعارضة. واوضحت غارو ان اليسار الفرنسي قبل شهرين دعم الموقف الامريكي في الملف الايراني، بيد انهم هذه الايام بدأوا بمراجعة حساباتهم. وفي معرض حديثها عن فوز ساركوزي اكدت ان الضواحي صوتت له، ليس حبا فيه، بل لأنهم يريدون النضال ضده، وان السؤال الذي يواجههم هو : كيف يستطيعون دعم العالم العربي ؟؟ ذلك ان خط التماس مع الامبريالية اصبح في العالم العربي، ولذلك فان الحركة بحاجة إلي الدعم العربي لان النضال ضد الامبريالية يتطلب التضامن العالمي. الإعلام الفرنسي وقالت ان علي الجميع البدء بالتفكير بطرق اخري من النضال لتعميم الفائدة، مضيفة ان الاعلام الفرنسي لا يتعاون مع الحركة كونه يعد جزءاً من الامبريالية، واوضحت ان هناك صحفيين فرنسيين لجأوا إلي تأسيس مواقع اليكترونية بسبب رفض الصحف الفرنسية النشر لهم. وبينت الناشطة غارو ان الاعلام الفرنسي يحاول اظهار العرب وايران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية علي انهم شياطين، مؤكدة قدرة اللوبي الصهيوني علي اختراق الصحافة والاعلام في فرنسا، ذلك ان الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي واسمه دومينيك وهو يهودي يقول انه عندما يستيقظ من النوم يسأل نفسه: ماذا سأقدم لاسرائيل اليوم. قلق ومصاعب واكدت غارو ان حركة التضامن العالمية القسم الفرنسي قلقة من تشويه وشيطنة القضايا العربية، وتناقش كيفية تحريك الشارع الفرنسي : مشيرة إلي ان ما حدث في اوروبا زاد من مصاعب الحركة في الوصول إلي الجميع، بيد انها قالت ان الحركة بحاجة إلي مبادرين عربا، لتعمل علي تسويقهم امام الرأي العام الغربي، ذلك ان الفرنسيين علي سبيل المثال لا يستقون معلوماتهم سوي من الاعلام الفرنسي المتصهين. وذهبت الفرنسية غارو إلي ما هو ابعد من ذلك بمناشدتها اصحاب الرساميل العربية الاستثمار في الاعلام الفرنسي لنشر افكار ومباديء الطرف الاخر واصفة الواقع المعاش المتمثل بالتقييم الاعلامي انه الجانب المظلم في حياة الفرنسيين. تثوير الحركة وقالت ان الحركة قررت ان تكون اكثر راديكالية وان تساعد الثورات المسلحة في العالم، انطلاقا من مشروعية مقاومة الاحتلال حسب بنود ميثاق الاممالمتحدة موضحة ان الشعب الفرنسي يتفهم ذلك لانه مورس عليه الاحتلال، وقام هو الاخر باحتلال بلدان عدة في السابق، كما ان احدا لم يطلب منه القاء السلاح او ان يصبح صديقا للنازيين المحتلين ابان احتلاله لفرنسا، لكنها اوضحت ان الشعب الفرنسي عقد صداقة مع الالمان بعد نيل فرنسا استقلالها وانسحاب النازي مهزوما، كذلك الامر في الجزائر التي احتلتها فرنسا لعشرات السنوات وواجهت خلال تلك الفترة مقاومة شديدة من الشعب الجزائري، ذلك ان هناك علاقات طيبة حاليا تربط فرنسابالجزائر وقالت ان الجزائريين في فرنسا يتلقون معاملة خاصة مؤكدة ان المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان امر طبيعي، واكدت كذلك ان الحركة المساندة طلبت من الفلسطينيين اقامة سلام مع الاسرائيليين. منوهة إلي ان هذه الحركة اصبحت مساندة لاسرائيل. وفي هذا السياق قالت غارو ان حركة التضامن العالمية تحاول العودة إلي اصول القضية الفلسطينية عام 1947 والطلب من المنظمات الكبيرة المساندة للفلسطينيين عدم النظر إلي فلسطين واسرائيل بنفس النظرة، بمعني عدم مساواة القاتل بالضحية، وان يتم التوقف عن وصف العراقيين والفلسطينيين بأنهم ارهابيون مؤكدة ان المأساة الرئيسية للشعب الفلسطيني بدأت بمخطط التقسيم والقرار رقم 181 الصادر عام 1947. موضحة ان حركة التضامن تحاول وبشكل دائم تغيير السياسة الفرنسية من خلال توزيع المعلومات الحقيقية، وتعمل ايضا علي ترجمة المعلومات إلي الفرنسية، وانها تعقد جلسات حوار كل يوم سبت في اماكن محددة في باريس لاطلاع الراغبين علي الحقيقة، كما انها تستخدم الانترنت لتوزيع المعلومات بيد انها اوضحت انه كلما انتقدت الحركة اسرائيل تتعرض للتضييق وربما يصل الامر إلي المحاكم. واشارت غارو إلي ان بعض الجهات المعادية للسامية فعلا، استغلت حركة التضامن العالمية الامر الذي خلق لها بعض المشاكل قبل سنتين، لكنها قالت ان الوضع اخف هذه الايام، واصفة صداقة الرئيس شيراك مع العرب بالمزيفة. المهمة الصعبة واوضحت الناشطة غارو ان مهمة الحركة صعبة كون اعضاؤها يشكلون اقلية في فرنسا بيد انها شددت علي تصميم الحركة علي اكمال المسيرة، ذلك ان راديكاليتها تسمح لها بتغيير قواعد الحركات الأخري، حتي أنها باتت تمتلك بعض الأدوات الإعلامية القوية مثل الإنترنت، إذ أن نحو 30 ألف زائر يزورون موقعهم الإلكتروني يومياً، مشيرة علي أن الحركات الأخري بدأت تضغط علي قياداتها للاقتراب من طرح حركة التضامن علي الأقل. وقالت الناشطة غارو أن حركة التضامن العالمية/ القسم الفرنسي هي القوة المضادة الكبيرة للرئيس ساركوزي الذي بدأ يتراجع أمام الحركة الطلابية الفرنسية، بيد أنها أضافت أن علي الجميع الحذر خلال الشهرين المقبلين لأن الحكومة الفرنسية اعتادت علي تمرير القوانين خلال الإجازة الصيفية، واصفة الوضع في فرنسا بأنه يبعث علي البكاء، ناهيك عن قولها بأن الحكومة تفكر بزيادة الضرائب 5%. وأضافت أن تحول الناس إلي الصناديقية يعد أحد أسباب خسارة اليسار مشيرة إلي أن الحزبين الاشتراكي والشيوعي تغيرا، ولم يعد هناك يسار في فرنسا. وقالت ايضاً إنه ومنذ وصول ساركوزي إلي الحكم يتم طرد العشرات من المهاجرين دون أن يعترض احد، مضيفة أن ساركوزي خدع اللاجئين عندما كان وزيراً للداخلية حيث وعدهم بحل مشاكلهم، وطلب منهم تسجيل أسمائهم وعناوينهم في مراكز الشرطة، وها هو اليوم يقوم بطردهم.