بدأ صباح الاحد عمليات الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان بجميع الولايات الشمالية الخمس عشرة , وسط اجراءات أمنية مشددة ,متزامنة مع بدء العملية فى ولايات الجنوب العشر . من جانبه قال سلفا كير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان إنه لا بديل عن التعايش السلمي بين شمال وجنوب السودان . وأضاف سلفاكير لدى مخاطبته عددا من الجنوبيين أمام القصر الرئاسي في مدينة جوبا أنه ..لاعودة للحرب مرة أخرى بين الشمال والجنوب وأن الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدةولحظة تاريخية. وقال مراسل التليفزيون المصرى الى الخرطوم خالد عاشور ان عدد كبير من الجنوبيين المقيمين بالخرطوم يستعدون للرحيل الى الجنوب وهم متحمسون بشكل كبير للانفصال. واوضح ان الاقبال فى المركز الرئيسى للاستفتاء يفوق التصور واشار الى توفير كل الامكانيات لوسائل الاعلام العالمية فى المركز الرئيسى ولكن يختلف الوضع فى المدن الاخرى الجنوبية الاخرى وخاصة النائية منها. وقال ان مظاهرالاستعداد للاحتفالات بالانفصال منتشرة بشكل كبير فى جوبا حيث تنتشر الاعلام وعزف النشيد الوطنى للدولة الجديدة واشار الى حرص كل من يدلى بصوته من المسؤولين والمواطنين على زيارة ضريح جون جارانج الزعيم الاول للجبهة الشعبية لتحرير السودان (الذى لقى حتفه فى حادث طائرة قبل عدة سنوات )اعلان النتيجة مما دفع البعض للتساؤل عن كيفية تامين هذه الصناديق والتاكد من نتائج الاستفتاء بشكل يؤكد مصداقيتها. ويجرى الاستفتاء بموجب اتفاق السلام المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب , مع آمال وتطلعات بأن تتم العملية بكاملها حتى اعلان النتيجة , فى جو آمن ونزيه وحر , يفضى لسلام مستدام سواء ظل السودان واحدا - كما هى أمنيات الكثيرين فى الشمال - أو انفصل لدولتين . وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام المواطنين الجنوبيين فى الشمال - الذين سبق أن سجلوا أنفسهم لهذا الاستحقاق - اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح اليوم بالتوقيت المحلى "الخامسة بتوقيت جرينتش" وانتظم موظفو الاقتراع فى جميع المراكز المحددة لهم حيث تبدأ عملية التصويت التى تستمر يوميا حتى الخامسة مساء وعلى مدى سبعة أيام . وقد أعلنت حالة الاستنفار الامنى القصوى بكافة الولايات السودانية استعدادا لهذا الحدث , ووضعت قوات الشرطة خططها لتأمين العملية حتى يتمكن المواطنون من الادلاء بأصواتهم بحرية . وتطوف قوات الشرطة منذ الصباح الباكر على مراكز الاقتراع لتفقد الوضع الامنى والوقوف على حسن سير عملية الاقتراع . ويبلغ العدد الاجمالي للمسجلين الذين يحق لهم التصويت من أبناء الجنوب فى الشمال 116 ألفا و860 مواطنا , وتضم الولايات الشمالية أكثر من 160 مركز اقتراع , علما بأن الالاف من الجنوبيين فى الشمال قد غادروا الى مناطقهم الاصلية فى الجنوب للادلاء بأصواتهم هناك , وربما تحسبا لاحتمالات المستقبل . وحسب قانون الاستفتاء فان 60 % على الاقل ممن سجلوا للاستفتاء , يجب أن يقوموا بالتصويت والا اعتبرت النتيجة باطلة ويعاد اجراء الاستفتاء الذى يستمر أسبوعا , إلا اذا اقتضت الضرورة فيتم تمديده لاسبوع آخر , وتعرف النتيجة بالاغلبية (النصف زائد واحد) . ويراقب عملية الاستفتاء التى تستمر حتى 15 من الشهر الجارى فى جميع الولايات شمالا وجنوبا حوالى 4 آلاف مراقب دولى واقليمى ومحلى , و 89 من منظمات المجتمع المدني المحلية و44 من المنظمات الأجنبية الاقليمية والدولية بما فيها الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى والولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان ومنظمة "الايجاد" ومركز كارتر , والبرلمان العربى , وجامعة الدول العربية التى تشارك بأكبر بعثة مراقبة (أكثر من 80 مراقبا) وغيرها .