التراث اللبناني العربي ، عبرت عنه الاجساد المرنة والحناجر الصادحة والازياء الباهرة والموسيقى الصاخبة في المسرحية الغنائية الراقصة التي قدمتها فرقة كركلا على مسرح كازينو بلبنان تحت عنوان (فرسان القمر). تقاطعت لغة الاجساد المتحركة مع المشهدية التمثيلية والغنائية في عرض فني متكامل بلغة مسرحية مستوحاة من بيئتنا العربية وأصالة شعبنا لتعطي صورة مشرقة لوجه التراث العربي كما يقول المشرف العام على مسرح كركلا عبد الحليم كركلا في الكتيب الذي وزع في العرض. وتجتمع أسماء كبيرة في عالم الغناء المسرحي اللبناني في العرض الذي صفق له الحضور في قاعة كازينو لبنان في شمال بيروت منها الشاعر طلال حيدر الذي كتب الحوارات الشعرية والاغاني وهو "مسكون بهذا التراث الذي تلمح فيه السيوف وتصهل الخيل والفرسان تقتحم." وشارك في العرض المسرحي نخبة من الفنانين اللبنانيين الذين طالما وقفوا على مدارج المهرجانات اللبنانية التاريخية ومنها مهرجانات بعلبك. منهم المطربة والمسرحية هدى حداد شقيقة المطربة فيروز وايلي شويري وجوزف عازار اضافة الى سيمون عبيد. تدور احداث القصة بين قبيلتين مختلفتين من حيث العادات والتقاليد لكن الشرف دائما هو سيد القيم والغيرة على المرأة تخلق النزاع بين فارس مجهول وامير قاس. ويقول عبد الحليم كركلا "تمسكنا بتراثنا يشكل هاجسا اساسيا من هواجسنا لذلك ندأب على التنقيب والبحث عن كل مواده وارشفته ليستكمل صورته الاساسية للتعبير عن هويتنا في احياء الموسيقى والازياء والتقاليد وقصص وحكايات شعبية." توزع الراقصون في كل زاوية من زوايا المسرح يشدهم عصب مرن وابدان مطواعة كأنها خالية من العظام يؤدون رقصات الخوف والفرح والحزن وفق عادات البلدان العربية بازيائهم التي سحرت الابصار بألوانها الزاهية المتداخلة التي تجمع بين التراث والحداثة يتفرق الراقصون ومن ثم يجتمعون وكأنهم جسد واحد يؤدون الطقوس العربية في عرض حركي النزعة لايعرف السكون. ساهمت الخلفية السينمائية على جدار المسرح في استحضار المناخ العربي من مشاهد الصحراء والبحر والسماء والبدو والنوق والخيل والسفن الشراعية ومسرحية (فرسان القمر) التي انتجت بناء على طلب مؤسسة قطر والتي عرضت في قطر في مارس اذار والتي اخرجها ايفان كركلا تعكس التقاليد العربية في قصتها وموسيقاها وازيائها وتصميم المسرح بالاضافة الى حركات الرقص.