تعيش اسرائيل الخوف من زلزال كبير يعتبر الخبراء انه وشيك "خلال الاعوام المقبلة" ، وذلك بعد سلسلة من الهزات الارضية اخيرا. وقال البروفسور يافيم غيترمان من دائرة رصد الزلازل في معهد اللد الجيوفيزيائي "يمكننا التأكيد انه سيقع زلزال بقوة ست درجات على مقياس ريختر خلال الاعوام المقبلة". واضاف "قد يحصل غدا او بعد اعوام" ، ملاحظا انه "استنادا الى الاحصاءات ، فان زلزالا بقوة ست درجات قد يقع في المنطقة كل ثمانين عاما". ويعود آخر زلزال قوي الى 11 يوليو,1927 وبلغت قوته 6,2 درجة وحدد مركزه في شمال البحر الميت وقضى بسببه نحو 300 شخص من القدس الى اريحا في فلسطين. واوضح الاختصاصي ان "الزلازل الاخطر والتي تبلغ قوتها سبع درجات ، تفصل بينها احصائيا فترات زمنية اطول". وكان زلزال بهذه القوة سجل في اول يناير 1837 وحدد مركزه في وادي حولا في الجليل الاعلى وادى الى تدمير مدينة صفد واسفر عن اربعة الاف قتيل. وبحسب تقديرات معهد اللد ، فان زلزالا كبيرا بقوة سبع درجات ومركزه شمال وادي الاردن او البحر الميت سيؤدي الى ما بين 8200 9500و قتيل واكثر من عشرين الف جريح فضلا عن تشريد نحو 200 الف شخص. والسبب الرئيس لهذه المخاوف ان فلسطين تقع وسط الفالق السوري الافريقي ، الذي يمتد من وادي حولا حتى البحر الاحمر مرورا ببحيرة طبريا ووادي الاردن والبحر الميت. وسجلت على التوالي ثلاث هزات ارضية بقوة اربع درجات في 21 23و نوفمبر والثاني من ديسمبر ، واستباقا لاي كارثة ، تزود معهد اللد بالتجهيزات الضرورية لابلاغ السلطات بمركز الزلزال وقوته في الدقائق العشر الاولى التي تليه ، وذلك لاطلاق عمليات الاسعاف. والجيش ليس بعيدا من هذه التدابير. فقد استحدث خط هاتفي خاص بين دائرة رصد الزلازل والقيادة العسكرية المكلفة الدفاع المدني. ووضعت ملصقات في الادارات العامة لارشاد السكان مثل الاختباء تحت طاولة او تفادي استخدام المصعد لكنها تبدو من دون طائل في مواجهة الاخطار الكبيرة. واوصى الجيش الاسرائيلي على الموقع الالكتروني للدفاع المدني السكان بالاستعداد "قبل 24 الى 72 ساعة ، لانه في حال وقوع زلزال كبير فان المواصلات والطرق ستنقطع وستجد فرق الاسعاف صعوبة كبيرة في الوصول اليهم". ومنذ 1995 تطبق في اسرائيل معايير مشددة في عملية البناء فقد نصبت اجهزة التقاط تستطيع رصد المؤشرات الاولى لاي زلزال ، لافساح المجال امام القطاعات الصناعية الحساسة لقطع الكهرباء والغاز في اللحظات الاولى والتخفيف من الخسائر قدر الامكان.