شهدت مدينة تلعفر العراقية امس واحدة من اسوأ العمليات الانتقامية بين السنة والشيعة. وقال مسؤولون عراقيون ان مسلحين اقتحموا منطقة سنية في بلدة تلعفر بشمال غرب العراق الليلة قبل الماضية وقتلوا أكثر من 55 انتقاما فيما يبدو من تفجير شاحنتين في منطقة شيعية أمس الاول.ووقع الهجوم في حي الوحدة السني في تلعفر حيث تتصاعد التوترات بين الشيعة والسنة من السكان ومعظمهم من التركمان. وقال العميد نجم الجبوري رئيس بلدية تلعفر القريبة من الحدود السورية ان مسلحين من الشيعة قتلوا رجالا من السنةداخل منازلهم وان أكثر من خمسين لقوا حتفهم.واضاف ان 18 شخصا اعتقلوا. وصرح مصدر امني رفض نشر اسمه أن عددا كبيرا من المشتبه بهم من رجال الشرطة. وفرض حظر التجول فيما سيطر جنود عراقيون على البلدة.وقال طبيب في المستشفى الرئيسي في تلعفر"أتمنى أن تأتوا وتروا كل الجثث. انها مسجاة على الارض. ليست لدينا مساحة كافية في المستشفى. كل الضحايا أصيبوا بأعيرة في الرأس."وأضاف الطبيب الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا على حياته "قتل ما بين 50 و55 شخصا. لم أر شيئا مثل هذا في حياتي."وجاءت عمليات القتل عقب تفجير شاحنتين ملغومتين مما اسفر عن مقتل 55 وأصابة 180 كما اعلنت الشرطة. وفي أحد التفجيرين اجتذب مهاجم انتحاري الضحايا لشراء قمح محمل على شاحنته في منطقة شيعية. وانفجرت الشاحنة الملغومة الثانية في ساحة للسيارات المستعملة. وفي مارس عام 2006 جعل الرئيس الامريكي جورج بوش من تلعفر مثالا على احراز تقدم في العراق بعدما استعادت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة السيطرة عليها من تنظيم القاعدة في هجوم في العام السابق. ووصفها بانها "مدينة حرة تعطي مبررا للتفاؤل في عراق حر." وبعد عام تقاسي المدينة من نفس التوترات الطائفية بين الاقلية السنية والاغلبية الشيعية التي اودت بحياه عشرات الآلاف في العراق منذ تفجير ضريح شيعي في بلدة سامراء في فبراير 2006. وقال الطبيب من تلعفر "يقول الجيش انه لا يزال هناك بعض الجثث والمصابين داخل المنازل. اعلن الجيش حظرا للتجول في منتصف الليلة وبدأ في استخراج الجثث." وتأتي تلك الهجمات عقب تصاعد وتيرة العنف في العراق خلال الايام الاخيرة. ونشرت القوات الامريكية والعراقية الاف الجنود الاضافيين في بغداد لمحاولة القضاء على العنف الطائفي الذي يهدد بتمزيق البلاد.وقال المقدم محمد احمد صالح من مكتب الاعلام في الجيش العراقي "هناك اعمال عنف انتقامية وقتل بعد التفجيرات في منطقة الوحدة لكن الوضع بات تحت السيطرة حاليا وبدانا التحقيقات في القضية". ورفض قائد شرطة الموصل اللواء واثق الحمداني التعليق على الحادثة. وقال "لا استطيع الادلاء باي تصريحات قبل ان اصل الى المدينة للاطلاع وعلى صعيد اخر اتهمت هيئة علماء المسلمين الشرطة العراقية والميليشيات مسؤولية مقتل 55 عراقيا من أهالي حي الوحدة ذي الغالبية السنية في مدينة تلعفر. وقالت الهيئة في بيان "ارتكبت قوات من وزارة الداخلية ومعها ميليشيات طائفية مجزرة جديدة عندما أقدمت على إعدام نحو 55 مواطنا من أهالي حي الوحدة في تلعفر بمحافظة نينوى رميا بالرصاص في منازلهم وفي الطرقات حتى امتلأ مستشفى المدينة بجثثهم". وحذرت الهيئة في بيانها مما وصفته "التواطؤ والتنسيق المفضوح بين هذه الميليشيات والقوات الحكومية من الداخلية والدفاع على انتهاك حرمات المدنيين وهدر حقوقهم وفق سياسة طائفية بغيضة تخدم مصالح دول وجهات خارجية تناصب بلادنا العداوة والبغضاء".