فيلم سينمائي مثير من أفلام »المقاولات«! آه والله فيلم يشتمل علي كل التوابل والبهارات والشطة الحامية.. بطل الفيلم التجاري الرخيص طبيب شهير. أستاذ جامعي في فرع من أخطر وأهم فروع الطب.. أستاذ القلب، ونائب مدير المعهد القومي للقلب. يظهر هذا الطبيب الشهير في المشهد الأول للفيلم الرديء يجلس في عيادته. فجأة يدخل ضابط مباحث وبصحبته فتاة بملابس ممزقة، وشعر منكوش كانت تعمل ممرضة عند الطبيب من قبل، واضطر للاستغناء عنها لعدم التزامها في العمل. ويفاجأ الطبيب باتهامه بتحويل العيادة إلي وكر لممارسة الدعارة لأصدقائه الأطباء وبعض الساقطات! في المشهد الثاني نري الطبيب الشهير يقتاد بصحبة الضابط، وبعض الفتيات اللاتي جئن بصحبة الضابط ويدخل سيارة الشرطة بعد وضع الكلبشات في يده! في اليوم التالي وفي سياق الفيلم الرخيص تظهر مانشيتات الصحف تحمل عناوين ضخمة ومثيرة: القبض علي طبيب قلب شهير بالدقي حول عيادته إلي وكر لممارسة الدعارة! وتتوالي أحداث الفيلم.. يبدأ التحقيق مع المتهم بالدعارة وتباشر النيابة التحقيقات. تنهار أسرته زوجته وابنتاه الشابتان. يستمر حبس الطبيب الشهير لمد 12 يوما يري خلالها سواد الدنيا كله، وظلم الناس جميعا، وتشفي وسعادة الأعداء، المنافسين، المتربصين! في النهاية، وبعد تمزيق صفحة بيضاء، ومحترمة لطبيب شهير، وزوج وأب محترم تظهر الحقيقة، ويعلن الفيلم مفاجأته غيرالمتوقعة عندما تنشر الصحف في اليوم التالي مذكرة النيابة بعد انتهاء التحقيقات مع الطبيب الشهير طارق عبدالغفار. ونصها: »نطالب بإلغاء القضية، وحفظها فقد ثبت أن أقوال الضابط جوفاء، ومرسلة، وهزيلة كغثاء السيل، وافتقرت الأوراق إلي أي دليل علي ارتكاب الطبيب الاتهامات الموجهة إليه.. و»تثبتت النيابة من أن هذه التهمة قد لصقت به لوجود خلافات بينه وبين بعض العاملين بمعهد القلب« وكانت الحكاية أن هذا الطبيب كان مقدرا له التعيين مديرا للمعهد في نفس اليوم الذي تم فيه القبض عليه وتلفيق التهمة الرخيصة له. وينتهي الفيلم الرديء بدموع الفرحة والأسي. الفرحة لظهور الحق، وبراءة الطبيب من أحقر تهمة يمكن أن توجه لإنسان محترم وطبيب كبير بل لأي إنسان يحترم نفسه! والأسي المرير لأن هذا قد حدث بالفعل، وشوه سمعة أسرة بالكامل! هذه الحكاية بكل أسف حكاية حقيقية حدثت في مصر.حكاية ضابط فاسد ننتظر ونترقب قرار السيد حبيب العادلي وزير الدخلية بمعاقبته العقاب الذي يستحقه. إنها حكاية الدكتور طارق عبدالغفار.. نائب مدير المعهد القومي للقلب. حكاية تلفيق تهمة لشخصية محترمة تم اغتيالها علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون! ننتظر تعويضا أدبيا ومهنيا للدكتور طارق. ننتظر من الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة تعويضه، وإعادته إلي المنصب الكبير الذي كان مرشحا له كمدير للمعهد القومي للقلب. نحن في الانتظار... وهذا أضعف الإيمان..! نقلا عن صحيفة "الاخبار" المصرية