قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل: "للمرة الأولى تقف مصر على هوية الدولة، وتتعرض الدولة لخطر حقيقي"، مشيرا إلى أن أزمة مصر "أن الحوادث أكبر من الرجال". وأوضح هيكل خلال حواره مع برنامج "هنا العاصمة"، المذاع على فضائية "سي بي سي"، أن نتائج الاستفتاء تعود بمصر لمشهد الانقسام الذي بدا في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن دلالات أرقام الاستفتاء خطيرة للغاية. وأضاف: "أخطر دلالات الأرقام أن نسبة (لا)، متطابقة مع مستوى التعليم"، موضحا أنه كلما زادت نسبة التعليم في منطقة ما في مصر، زاد رفض الدستور. وأقر هيكل بصحة وجهة نظر المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، مشيرا إلى أن حمدين ذكر خلال اجتماع جبهة الإنقاذ أننا نترك الشعب ليسقط الدستور الذي أعده فصيل واحد. وأضاف : "مع التجاوزات وبعض أحداث التزوير التي شابت عملية الاستفتاء يصبح معدل الرفض ربما يزيد على 50 في المائة"، موضحا أنه ليس للقاهرة ميزة على باقي المحافظات، وإنما مستقبل قرى مصر وريفها يتحدد من القاهرة. وانتقد هيكل المقارنة بين الاستفتاء الذي تشهده مصر واستفتاء دستور فرنسا في عام 1946، مشيرا إلى أن فرنسا كانت تحت الاحتلال، وكان الانقسام حول صلاحيات الرئيس التي رأى فيها البعض صلاحيات بونابرتية. وشدد هيكل على أن من صوتوا ب"نعم"، النسبة العظمى منهم تريد الاستقرار، بخاصة بعد سلسلة المليونيات التي شهدها الشارع المصري على مدى عامين ونصف العام، مشددا على أنه لا يقبل أن يقول أحد إن الشعب المصري خرج في الاستفتاء ليقرر مصيره. وأكد أن الدساتير لا تقر بالأغلبية، وإنما تقر بالتوافق، مثل الزواج، مشيرا إلى أن الإخوان أنفسهم "سبق لهم أن دعوا إلى إقرار الدستور بنسبة 75 في المائة". وقال هيكل: "كلنا نتحرك ولا نعرف إلى أين طريقنا"، مشيرا إلى أن مرسي عندما دخل إلى القصر شدته الرئاسة بعيدا عن المسئولية التي تحملها. وأعرب عن قلقه من الاجتماع الذي ستعقده الجمعية التأسيسية الجمعة، والذي ستستمع فيه للآراء المعارضة لنصوص الدستور، مرجحا ألا يسفر الاجتماع عن شيء، وأن يتم في اليوم التالي اعتماد نتيجة الدستور رغم كل دلالات الأرقام والدعوة إلى انتخابات برلمانية. وفجر هيكل مفاجأة عندما توقع "أن تسير مصر في الطريق النازي، المتمثل في حريق البرلمان"، مشيرا إلى أن الأوضاع تكاد تكون متطابقة. وأضاف: "عدد أعضاء البرلمان النازي كان 660 عضوا، وحصل الحزب النازي على 290 عضوا فقط، لكن حزب هتلر كان صاحب الأغلبية نظرا لأن الأحزاب الأخرى كانت متشرذمة"، مشيرا إلى أن الإخوان يشعرون بأنهم كان لهم حق في السلطة، ومنعوا منها. وكشف هيكل أنه قبل الثورة التقى بعدد من مشاهير قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، وكانوا يطالبونه بترتيب لقاء لهم بعمر سليمان، وقال: "كان عليهم أن يتوقفوا ليشعروا بالمسئولية، إلا أن هذا لم يحدث".