قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إنه لا يمكننا سوى انتظار المجهول، موضحا أن الإخوان يستطيعون أن يمتلكوا مفاتيح السلطة، لكنهم لا يستطيعون أن يسيروا بمصر وحدهم. وأوضح هيكل خلال حواره مع برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" مساء اليوم الخميس، أن الجماعة لا تستطيع التمكن من مصر، لأنه لا أحد يقف بها على الأرض، وإنما الجميع يقفون في الهواء. وقال هيكل: "مستشارو الرئيس تم اختيارهم وفقا لعنصرين، إما من المقطم أو من النجوم المشاهير تليفزيونيا"، مشيرا إلى أن هناك إشكالية يواجهها مرسي في عدم نجاحه في الوصول لمعادلة النجاح. ولفت هيكل إلى أن الإعلان الدستوري إشكالية صدمت المقطم، لأنه لم يصدر بالتعاون والتشاور معهم، مشيرا إلى أنه عندما فشل الإعلان الدستوري فإن المقطم اضطر للحديث من أجل محاولة إنقاذ رجلهم في السلطة بالاتحادية. وكشف: "أن إشكالية مصر أنه لا توجد دولة ومؤسسات الدولة قائمة، لكن ليس لديها خطة محددة لتعمل وتنصح الرئيس"، مشيرا إلى أن أزمة مرسي في الضغوط الداخلية من الجماعة والمعارضة والشارع والإقليم من حوله "هايص"، والاعتماد على الولاياتالمتحدة أكثر من اللازم. وانتقل هيكل بالحديث عن الضغوط الاقتصادية التي تواجه مصر، مشيرا إلى أنه خلال اجتماع له مع العقدة بحضور عدد من الشخصيات قال إنه أبلغ المسئولين أنه لن يستطيع أن يؤمن الوضع الاقتصادي أكثر من ثلاثة شهور تنتهي في مارس الماضي. وكشف هيكل عن أن حجم الدين العام الداخلي زاد من ترليون جنيه إلى ترليون وثلاثمائة مليون جنيه، مشيرا إلى أن البطالة ارتفعت من 20 إلى 25 %. وأشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية سيئة، لكن مصر أكبر جدا من أن تفشل، مشيرا إلى أن الضغوط الأمريكية والدور الأمريكي أكبر من اللازم. واستشهد هيكل بأن عدد الدبلوماسيين الأمريكيين 1500 دبلوماسي إلى جانب العسكريين، مشيرا إلى أن مصر مخترقة من "سي أي إيه"، و"إف بي أي"، وعناصرها موجودة في مصر للقيام بالهيمنة على مصر. وحمل هيكل المسئولية عن هذه الأوضاع للنظام البائد، مشيرا إلى أن مبارك طلب من مصر 10 سنوات استقرار وكلنا وافقنا و10 سنوات للدور الإقليمي و10 سنوات لمشروع التوريث حتى أصبح قرار مصر للبيع. وشدد هيكل على أنه لا يمكن لمصر التخلص من الضغوط والدور الأمريكي بسهولة وفي وقت سريع، مشيرا إلى أنه خلال لقائه بمرسي شعر بإحساس مرسي بحجم الضغوط الأمريكية على مصر. وتابع: "مرسي يحتاج إلى الولاياتالمتحدة في دعم مصر اقتصاديا وعسكريا"، مشيرا إلى أن دعم وشنطن واشنطن مصر شهادة دولية تستطيع مصر تجاوز أزمته الاقتصادية بها. وأقر هيكل بأن نظام الإخوان يعتمد بالدرجة الأولى على الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الأمريكي، مشددا على أن مرسي لم يصنع هذا الوضع، لكنه جاء ووجده وحاول استغلاله والاستفادة منه. وكشف هيكل عن أن النظام المصرى على مدى الأسبوع الماضى تلقى رسالتين من الجانب التركى والولاياتالمتحدة، موضحًا أن رسالة تركيا تضمنت أن نجم الدين أربكان وصل إلى الحكم فى تركيا وبسبب أخطائه أطيح به بعد عام. وأضاف هيكل أن رسالة الولاياتالمتحدة نقلت للدكتور محمد مرسى عبر الوفد الذى سافر لأمريكا الأسبوع الماضى، وجاء فيها أن مصر أكبر من أن تقع وأن على الإخوان أن يتداركوا حالة الانقسام التى تعيش فيها مصر، وأن يسعوا للتفاهم والوصول إلى صيغة مع القوة الأخرى المعارضة لمنهج الإخوان. وتابع مستشار الأمن القومى الأمريكى أبلغ هذه الرسالة للدكتور عصام الحداد الجمعة الماضية وأعاد استدعاء الحداد يوم السبت وخلال اجتماعهم دخل عليهم الرئيس أوباما وأعاد تذكير العريان برسالة الولاياتالمتحدة ليتأكد من وصولها.