منذ يوم 6 مارس الماضي وأنظار المصريين جميعا تتجه نحو هذا الرجل، ينتظرون بياناته المقتضبة التي ستحدد مستقبلهم. فالرئيس حسني مبارك حينما اختار الدكتور ماركوس بوشلر تحديدا ليجري له عملية استئصال الحوصلة المرارية كان يعلم أن هذا الرجل يعد واحدا من الأطباء المعدودين علي أصابع اليد الواحدة في جراحات القنوات المرارية والبنكرياس في العالم، بل ربما يكون الأمهر في العالم كله. تساءل الكثيرون لماذا يسافر الرئيس مبارك لإجراء عملية بسيطة مثل استئصال المرارة في ألمانيا بدلا من مصر؟.. نظرة سريعة علي تاريخ الدكتور ماركوس بوشلر ربما تحمل لنا الإجابة.. ولد ماركوس بوشلر في 22 يوليو عام 1955 بألمانيا. درس الطب في جامعتي هايدلبرج وبرلين وتلقي تدريبه في الجراحة في قسم الجراحة بجامعة أولم حيث تم تعيينه كجراح استشاري عام 1987 ونائب رئيس مجلس الإدارة عام 1991. في عام 1993 أصبح ماركوس بوشلر رئيس مجلس الإدارة وأستاذ جراحة في قسم الأمعاء وزراعة الأعضاء في جامعة برن بسويسرا قبل أن يعود إلي ألمانيا في عام 2001 حيث أصبح أستاذ ورئيس قسم الجراحة العامة والرضوض والأمعاء بما في ذلك زراعة الأعضاء في جامعة هايدلبرج. ومؤخرا تم تعيينه رئيس وحدة الجراحة في مستشفي سالم في هايدلبرج وهي مستشفي تتعاون مع جامعة هايدلبرج. والدكتور بوشلر متخصص في جراحات الكبد والمرارة وتحديدا في البنكرياس، كما أن له الكثير من المنشورات العلمية في مجال أمراض الكبد والمرارة والبنكرياس وخاصة في أبحاث الإصابة بسرطان البنكرياس. كل هذا جعل الاختيار يقع عليه ليقوم بإجراء العملية الجراحية للرئيس مبارك الذي انتهز فرصة سفره لألمانيا وبعد انتهاء مباحثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلن الذهاب إلي هايدلبرج. وكان الأكثر غرابة أن يتم الإعلان عن مؤتمر صحفي يوميا للفريق الطبي المعالج ليصدر بيانا عن تطورات صحة الرئيس مبارك ليظهر الدكتور ماركوس بوشلر ومعه حاتم الجبلي وزير الصحة .. وهكذا اعشتاد المصريون أن ينتظروا بوشلر ليعرفوا منه كل التطورات ولتتعلق أعينهم بالرجل الذي صار في يده مستقبل مصر بأكملها حتي أنه لما اختفي في يوم ولم يصدر بيانا توالت الشائعات وثارت التساؤلات عن الأسباب ليعود من جديد في اليوم التالي ويؤكد أن الأمور كلها تحت السيطرة وأن حالة الرئيس الصحية مرضية جدا. الرجل صار الأهم في حياة المصريين ربما بسبب عبقريته الطبية المعترف بها عالميا، وربما بسبب خفة دمه وهدوئه وعشقه لمصر التي يؤكدها من يعرفونه ومنهم الدكتور عمرو حلمي أستاذ جراحة الكبد الذي تربطه صداقة مع بوشلر، وربما يكمن السبب في جرأته وشجاعته وثقته في مهارته التي جعلته يجري جراحة لرئيس دولة مثل مصر دون أن يخشي شيئا بل يخرج أيضا ويعلن بمنتهي الوضوح والبساطة أنه نجح إزالة «نسيج حميد» خلال الجراحة. في الماضي عانت أم كلثوم كثيرا في إيجاد من يجري لها جراحة لإزالة الغدة الدرقية لأن كل الجراحين كانوا يخشون من تأثر أحبالها الصوتية ليس في مصر فقط وإنما في باريس أيضا حيث سافرت للعلاج لأنهم كانوا يخشون رد فعل عشاقها.. لكن بوشلر لم يكن في يديه أحبال أم كلثوم الصوتية وإنما صار في يديه اليوم مستقبل الرئاسة في مصر.