إصرار مرسى وجماعته على المضى قدما فى مشروعهما لتحويل الدولة إلى عزبة خاصة للإخوان لن يؤدى إلا إلى الفشل وإهدار الدولة المصرية.. وثورة 25 يناير التى أسقطت استبداد مبارك.
وكأن المصريين استبدلوا باستبداد مبارك استبداد مرسى وجماعته.. هكذا تقول الأحداث. فالإصرار على إجراء استفتاء على دستور طائفى ومشبوه لا يعبر إلا عن جماعة سيؤدى فى النهاية إلى البطلان، وسيكون هناك دائما مطالب بإسقاطه خصوصا أن بوادر التزوير بدأت مع رفض القضاة الإشراف على هذا الاستفتاء الأسود.
لم يتعلموا الدرس من تزوير مبارك لانتخابات مجلس الشعب 2010 والذى شارك الإخوان فيها فى محاولة لمد التعاون مع النظام السابق وخرجوا عن إجماع القوى الوطنية والدعوى التى أطلقها الدكتور محمد البرادعى بمقاطعة تلك الانتخابات لأنها ستكون مزوَّرة ولتعرية نظام مبارك.
فهم يكررون التجربة مرة أخرى ضاربين عرض الحائط بكل مطالب القوى الوطنية وموقفها من الاستفتاء الأسود على الدستور المشبوه. لا يهمهم تقسيم الشعب الذى جمعته ووحّدته ثورة 25 يناير والذى بهر العالم بهذا التوحد.. فإذا بالإخوان ومن معهم يعملون على الانقسام من أجل السيطرة وتحويل البلد إلى عزبة خاصة بهم لا وطن لكل المصريين. لا يهمهم أن يسقط شهداء جدد. لا يهمهم فى أن يطلقوا ميليشياتهم للاعتداء على المتظاهرين السلميين ويسقط الشهداء كما جرى أمام قصر الاتحادية، ثم يدّعون ويكذبون أن هؤلاء الشهداء من جماعة الإخوان، حتى وصل الأمر أن يكون الزميل الصحفى الحسينى أبو ضيف رحمة الله من الإخوان..! وهو الذى كان يقود مظاهرات ضد المرشد وحكم الإخوان. لا يهمهم أن يتم إقصاء إخواننا الأقباط من المجتمع. لا يهمهم غضب القضاة، بل يتدخلون فى أعمالهم، ويرسلون تهديدات إليهم.
لا يهمهم غضب النيابة العامة، بل يأتون لهم بنائب عام «خصوصى» يعمل لصالح مرسى وجماعته ورئيس ديوانه لا نائبا عاما للشعب.
لا يهمهم غضب الصحفيين، فيقتلون نشطاءهم ويحاصرون إعلامهم، ويطلقون حازم أبو إسماعيل الذى زوَّر فى أوراقه للتقدم لمنصب الرئاسة ومع هذا لم تتم محاسبته حتى الآن وأنصاره لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى وتهديد الإعلاميين وتخويفهم وفضح صورة مصر أمام العالم كله.. ولا يعيرون أى اهتمام للحريات أو حتى للاستثمار.. أليست مدينة الإنتاج الإعلامى منطقة حرة..؟ ويريدون أن تدور العجلة.. فأين تدور؟ ويطلقون من يقطع الطريق ويهدد الإعلام لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى الإعلاميين وتخويفهم وتعطيل العمل.. ولا أحد يتعرض لهم.
لا يهمهم الشعب.. فكل ما يهمهم جماعتهم ومن تحالفوا معهم من الموالسين والمنافقين الذين يعملون دائما ويتحالفون مع أى نظام. لا يريدون دولة وطنية ديمقراطية حديثة.. وإنما يريدون عزبة خاصة.
إنهم أساؤوا إلى الثورة وإلى مصر كلها، ومع هذا يدّعون الآن أنهم الثوار، وأصبح الثوار فلولا عندهم.. هكذا يقول كل قياداتهم وهم الذين تعاونوا مع الفلول ويتعاونون معهم، بل إن محمد مرسى نفسه هو أول من ذهب إلى النظام السابق فى حوار مع عمر سليمان.. وأنه -أى محمد مرسى- لم يكن يطرح نفسه فى انتخابات الرئاسة كمرشح الثورة بل إنه فاز بنسبة ضئيلة لأن هذه النسبة لم تكن تريد أحمد شفيق باعتباره امتدادا للنظام القديم.
.. فتخيلوا الآن استفتاء على دستور ناتج عن جمعية تأسيسية باطلة اختارها مجلس شعب باطل.. فالدستور باطل.. باطل.. حتى ولو زوّروا بنعم! إنه استفتاء أسود ولن يمحوه التاريخ.. لينضم إلى التاريخ الأسود للإخوان. .. فعلا.. سرقوا الثورة يا محمد!