رغم كل الادعاءات بالرغبة فى الحوار الجاد الذى يخرج بمصر من أزمتها الحالية التى صنعتها رئاسة الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين، فإن الطرفين لم يستطيعا التخلى عن سياسات النظام البائد فى التوجيهات والحجب والتفرقة بين الحضور، فى لقاء بعض الشخصيات العامة مع الدكتور محمد مرسى أول من أمس السبت، وهو ما دفع بعض الحضور إلى الانسحاب مؤكدين أن لقاء مرسى لم يكن حوارا مفتوحا وإنما «لقاءات متعددة مغلقة». أستاذ القانون العام بجامعة الأقصى ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية وحقوق الإنسان الدكتور أحمد مهران، قال ل«الدستور الأصلي» إنه قد تلقى مكالمة هاتفية من مؤسسة الرئاسة من السفير محمود الرفاعى طالبه خلالها بالحضور للحوار مع الرئيس حول الأوضاع الحالية بالبلاد، وعندما تَوجَّه لحضور اللقاء وجد مستشار رئيس الجمهورية محمد فؤاد جاد الله فى استقبال الحضور الذين تنوعوا بين الشباب ورؤساء الأحزاب وبعض السياسيين والقانونيين والكُتَّاب، وقام مستشار الرئيس بتقسيم الحضور إلى مجموعات كل منهم جلس فى غرفة مستقلة، وكان القانونيون ورؤساء الأحزاب فى نفس الغرفة، وأن أول الأشياء التى لفتت انتباهه أن بعض الشباب الذين تمّت دعوتهم مُنعوا من دخول غرف الانتظار، وطالبهم جاد الله بالانتظار فى ساحة القصر لأنهم لن يدخلوا للقاء الرئيس.
مهران أشار إلى أن جاد الله سرد عليهم بعض التعليمات بشكل «لا يليق»، وأنه كان يوجههم إلى الأمور التى من الممكن أن يتحدثوا فيها وما يمتنعون عن قوله، وعندما أبدى بعض الحضور انزعاجهم من الأسلوب، وطرحوا موضوعات بعينها لتناولها مع الرئيس، رد عليهم جاد الله قائلا: «إنتوا جايين تسمعوا مش تتكلموا»، مشيرا إلى أن الشخصيات الذين سمح لهم مستشار الرئيس بالحديث مع مرسى منهم أيمن نور، وعمرو خالد، وأحمد كمال أبو المجد، وأبو العلا ماضى، وعصام سلطان، ومحمد محسوب.
أستاذ القانون العام لفت إلى أن رئيس الجمهورية التقى الحضور ليلقى كلمة مقتضَبة لم تخرج عما قاله فى الخطاب الأخير، وتركهم مع جاد الله لترتيبات اللقاء، وأنه عندما أعلن مستشار الرئيس عن منع بعض الحضور من لقاء مرسى أبدى عدد من الحضور استياءهم واعتراضهم على حجب الحضور عن الرئيس، فردّ عليهم جاد الله قائلا: «دى تعليمات مانقدرش نخالفها، ومش هيحصل غير اللى بنقوله»، فما كان من الثلاثى المعترض إلا الانسحاب من اللقاء، وخرج معهم اثنان آخران من الشباب.
من جانبها، قالت هيام سعفان إن ما حدث لم يكن حوارا مفتوحا، ولكنه كان اجتماعات مقسمة بعضها مغلق وبعضها مفتوح، وهو ما يحمل تفرقة ويثير علامات استفهام، مضيفة «هذا دفعنى إلى الانسحاب ورفض استكمال الحوار.. لأن ما حدث يخالف محاولاتنا إقناع الشارع بالتهدئة والحوار مع الرئيس للخروج من الأزمة»، وتابعت متسائلة «ما معنى أن يختارونا لحوار مفتوح ثم ينتقوا بعض الحضور لاجتماعات مغلقة مع الرئيس؟».
سعفان لفتت إلى أن المنسحبين رفضوا أن يكونوا مجرد صورة لاستكمال المنظر وحسب، وأنه تم استدعاؤهم بعد الانسحاب من الحوار إلا أنهم رفضوا العودة، وأن عضو هيئة كبار العلماء محمد يسرى الذى كان قد انسحب اعتراضا على ما يحدث تم استدعاؤه بعد خروجه من القصر، إلا أنه عاد مع أحد مسؤولى المراسم بالقصر، وعاد وشارك فى أحد الاجتماعات المغلقة، حسب تأكيدها.