وكيل وزارة التعليم يمنح معلمين وطالبا شهادات تقدير لتميزهم بالإسماعيلية    لجنة وزارية تتابع انتظام الدراسة بمدرسة بئر العبد الإعدادية بنات    رئيس هيئة التنمية الصناعية ومحافظ بني سويف يتفقدان المجمع الصناعي الحرفي    الرئيس الإيراني: إسرائيل نفذت جرائم إبادة جماعية في غزة    زيلينسكي: سباق تسلح عالمي مع صعود الذكاء الاصطناعي    رابطة الليجا تعلن موعد كلاسيكو الأرض    «فيريرا» يضع خطة العبور أمام الأهلي.. الزمالك يتمسك بالصدارة في القمة 131    طقس الخميس.. أجواء خريفية معتدلة صباحا وشبورة والعظمى بالقاهرة 31 درجة    إنجاز طبي لفريق مستشفى مبرة المحلة التابعه لهيئة التأمين الصحي    القمة 131| لجنة الحكام تُكثف البحث عن حكم أجنبي لمباراة الأهلي والزمالك    من برج إيفل إلى مقام السيد البدوي.. السفير الفرنسي ينحني أمام سحر طنطا وروحانيتها    «الداخلية» تداهم مزرعة مخدرات وتضبط أكثر من 27 طن «هيدرو»| صور    أنغام تتألق في لندن بعد أزمتها الصحية.. والجمهور يحتفي بعودتها    كلاوديا كاردينالي.. أيقونة الشاشة الأوروبية التي اكتشفها عمر الشريف    طليقة أحمد مكي تعبر عن غضبها: "التزمت الصمت احترامًا لوالدته"    شحاتة زكريا يكتب: مصر بين التهجير والابتزاز.. كيف حمت حدودها وحافظت على الثوابت؟    شرطة أوسلو تشتبه في أن انفجار قنبلة يدوية أمس له صلة بجرائم العصابات    قلوبهم صافية.. 4 أبراج بتسامح وتنسى بسرعة    جيرو يعترف: تأثير ديمبيلي مع باريس سان جيرمان فاجأني    زيارة مفاجئة كشفت السلبيات.. توجيهات بتكليف مدير جديد لمستشفى القرين المركزي في الشرقية    «من غير عجن ولا دقيق».. أغرب طريقة لتحضير البيتزا في 5 دقائق    محافظ قنا يبحث مع المستثمرين خطة تسويق المناطق الصناعية لتعزيز فرص الاستثمار    رئيس وزراء اليابان: الهجمات الإسرائيلية في غزة غير مقبولة مطلقا    تصالح فتاتي حادث طريق الواحات مع المتهمين في جنحتي الإصابة وإتلاف السيارة.. والمحكمة تستمع لأقوالهما بجريمة التحرش    إلغاء 133 رحلة طيران من وإلى مطار تايوان الرئيسي بسبب إعصار راجاسا    يونيفيل: الطلعات الجوية الإسرائيلية تمثل انتهاكا للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية    القومي للمرأة يشارك في الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة «أولادنا»    خطة انتقام نور إيهاب تنقلب إلى تحالف غير متوقع في «ما تراه ليس كما يبدو»    بمشاركة 43 ألف متسابق.. وزير الشباب وعدد من المحافظين يشاركون في حفل ختام مهرجان اكتشاف المواهب (صور)    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 والقنوات الناقلة    لليوم ال 24.. التموين تواصل صرف مقررات سبتمبر وتنتهي من 95%    التعليم: فصل طالب بالقليوبية عامًا دراسيًا كاملًا بعد اعتدائه على معلم.. وإحالة ولي أمره للنيابة    رئيس جامعة القاهرة: إدراج 118 عالمًا بقائمة أفضل 2% من علماء العالم حدث عظيم    وزير الدفاع يشهد حفل تخرج الدفعة (168) من كلية الضباط الاحتياط    وزير التعليم العالي: نتيح للطلاب الوافدين تجربة أكاديمية وحياتية متميزة داخل الجامعات المصرية    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو استعراض خطر أعلى سيارة زفاف بالجيزة    قرار عاجل من جنايات مستأنف دمنهور بشأن قضية الطفل ياسين    بسبب «سبحة مصطفى حسني ودوخة أمير كرارة».. أسامة الغزالي حرب يوجه نداءً للأزهر    موعد تقييمات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2025-2026 (الأسبوع الأول)    ضبط 268 بطاقة تموينية مُجمَّعة وتحرير 161 مخالفة فى حملة على مخابز الدقهلية    أسعار البلح السيوى اليوم الأربعاء 24-9-2025 بأسواق مطروح.. البشاير ب40 جنيها    معاون وزير السياحة والآثار تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي    محافظ الجيزة: أعلى درجات الجاهزية استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير    وزير الخارجية يبحث مع نظيره القبرصي تعزيز التعاون بمجالات التعليم والاتصالات    «أمن المنافذ»: ضبط 2980 مخالفة مرورية وتنفيذ 270 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره السوداني تعزيز سبل التعاون المشترك (تفاصيل)    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    فحص دم يتنبأ بالنوبات القلبية قبل سنوات: ليس الكوليسترول بل بروتين CRP    «الصحة» تطلق ورشة تدريبية لتطوير مهارات موظفي المجالس الطبية وتعزيز تجربة المرضى    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    «أوقاف أسوان» تكرم 114 من حفظة القرآن فى ختام الأنشطة الصيفية    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي.. الانضباط والشخصية أساس نجاح اللاعبين في الخارج    مسلم يفجر أسرار عائلته: «من 15 سنة سبت البيت والجيران كانوا بيسمعوا عياطي»    بدون صلاح.. إيزاك يقود ليفربول للتأهل في كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرادعي.. البطولة مع الناس وليس بالنيابة عنهم
نشر في الدستور الأصلي يوم 12 - 03 - 2010


من قال إننا نريد بطلا على طريقة المنقذ؟
البرادعي
لكل عصر بطله، ولكل بطل عصره، وبين الاثنين لابد من مقومات تستدعي البطل المناسب للعصر المناسب، مقومات لا تختار البطل فحسب بل تصنع صورته وتقدمه للجمهور، لم يكن غريبًا أن ربط الكثيرون بين البرادعي وبين سعد زغلول تيمنًا بالعودة المظفرة لزعيم الأمة من المنفي، بالطبع لم يكن البرادعي في المنفي وليس لديه حزب هائل كالوفد القديم، ولا هو زعيم سياسي محنك تربي بين الفلاحين والباشاوات معًا، لكن لجان الوفد في المناطق والأحياء والأرياف، أغاني «سيد درويش»، الاحتكاك المباشر بالمحتل الإنجليزي، كل ذلك ساهم في صنع صورة سعد زغلول كمخلّص يجمع بين أسطورة الحلم وواقع السياسة، تم ذلك بآليات عصره وإمكاناته، وهو عصر يختلف كليًا بطبيعة الحال عن زمن اليوم، وبالتالي فمن الخطأ رفض المقارنة فقط لأن البرادعي ليس زعيمًا شعبيًا وليست وراءه جموع من الساسة والفلاحين والبسطاء، فقد جاء البرادعي «الحلم والشخص» وفقًا لآليات عصر الميديا وتكنولوجيا المعلومات، لقد انتقلت صورته إلينا عبر الأقمار الصناعية، سمعنا رغبته في الإصلاح الداخلي عبر شاشة سي إن إن، ثم كبر الحلم واستدعي إلي هنا عبر تقنية الفيس بوك، إنه زمن آخر تمامًا له آلياته الخاصة، ولو كانت تلك الآليات مجرد «وهم افتراضي» لما أحدثت زيارة البرادعي لمصر كل هذا الصدي الدولي، هل تنتهي «حالة البرادعي» من تلقاء ذاتها كما تتمني السلطة؟ هل تعد مجرد حلم أنترنت ليس أكثر؟ يجوز، وقد لا يجوز، فالواقع أن الأمر ليس جديدا علي البرادعي فقط، بل جديد علي الإنترنت أيضًا، ولنتذكر أن الاستخدام السياسي الواسع للمدونات، ثم دور الفيس بوك في الاحتجاجات السياسية والمطلبية، كلاهما ظاهرة مصرية بامتياز، هل يضيف البرادعي إلي ذلك معركة جديدة؟ ربما، المؤكد أن كثيرًا من الجديد سوف تشهده الأيام الماضية.
الأهم، أن علاقة البرادعي بعصره لا تنتهي بالطبع عند إدراكه دور التكنولوجيا واستجابته للنشاط الشبابي علي شبكة الإنترنت، بل تتضح تلك العلاقة في قناعته بنهاية عصر «المخلّص» أو «المنقذ»، بإصراره علي الحديث «بالجماهير» وليس «عن الجماهير»، بإدراكه أن الانتخابات الرئاسية بشكلها الحالي مجرد مهزلة صورية، بالحديث عن «دورنا» في التغيير وليس دوره، «سوف نعمل معًا» هكذا يقول وأهمية القول ليست فقط في أنه يدفع الناس للحركة، بل في الإقرار بأنه دون حركة جماعية لا معني لمجهوده هو نفسه، يرتبط خطاب البرادعي بعصره من خلال ابتعاده عن نموذج البطل التليفزيوني الذي انتهي مع القرن العشرين، وهو النموذج الذي أصبح من السهل ضربه لأنه خارج الزمن، نموذج البرادعي أكثر خطورة علي النظام الحاكم لأنه نموذج يناسب المصري البسيط، المصري الذي لا يريد الصدام المباشر الطنان المستفز، المصري الذي يحب صورة الرجل «الراكز» بالمعني الشعبي، الواثق من نفسه الذي رغم هدوئه الظاهري لا يتنازل عن حقه في أن يقابل من يريد وأن يقيم المؤتمرات والفعاليات التي ينتويها.
لكن المشكلة الكبري التي صنعها البرادعي للنظام الحالي هي أنه هدم القناعة التي حاول النظام ترسيخها طوال 30 عامًا، قناعة أن لا أحد يصلح سوي الرئيس نفسه، تلك القناعة هي الموجهة نحو الجماهير، أما الموجه نحو الغرب فيضاف لها عنصر جديد هو التيار الإسلامي: لا يوجد سوي مبارك أو الإخوان، ظهور البرادعي في الصورة أربك الحجتين، فهو رجل ذو مكانة وخبرة ومعرفة، وهو لا ينتمي لا للوطني ولا للإخوان، وليس لديه مشكلة مع أي طرف، وهو ليس طالب شهرة أو مال لأنه لا يحتاج إلي هذا ولا ذاك، لقد ملأ البرادعي الفجوة التي حاول النظام الحالي توسيعها طوال العقود الماضية، وبهذا المعني فقط يمكن أن يصبح البرادعي بطل المصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.