ربما عمل إعصار ساندى بطريقة غير مباشرة على زيادة حدة التنافس بين الرئيس باراك أوباما، والمرشح الجمهورى ميت رومنى، مع حرصهما على عدم الظهور فى صورة من يريد استغلال الإعصار لأغراض انتخابية. أوباما بدأ ممارسة سلطته الطبيعية كرئيس فى مواجهة الإعصار، فى حين يسعى رومنى إلى تجنب الهجوم الصريح على أوباما فى الوقت الذى يبرز فيه الرئيس كزعيم للأمة وقت الأزمة، فضلا عن أنه يحاول الخروج من وضعه كمتفرج قبل أسبوع واحد من انطلاق الانتخابات الرئاسية.
البيت الأبيض أعلن أن الرئيس لن يشارك فى فاعلية كانت مقررة أمس (الأربعاء)، ضمن حملته الانتخابية فى ولاية أوهايو وأنه سيظل فى واشنطن لضمان تطويع كل الموارد الفيدرالية المتاحة لدعم جهود الإنقاذ المستمرة على مستوى الولايات، فى مواجهة الإعصار ساندى.
بينما تخلى الجمهورى ميت رومنى عن تجمّع انتخابى كان مخططا له، من أجل حدث إغاثة لمساعدة ضحايا الإعصار، وجمع المواد الغذائية لنقلها إلى سكان الساحل الشرقى للولايات المتحدة. لكنه واصل حملته أمس فى ولاية فلوريدا، فى ثلاثة تجمعات انتخابية برفقة حاكمها جيب بوش، شقيق الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش.
وقال أحد حلفاء ميت رومنى لوكالة «فرانس برس»: «الأولية الآن للأمن ولمساعدة الضحايا». مضيفا أن «قرارات الحملة يجب أن تأخذ ذلك فى الاعتبار. لكن عدم القيام بحملة يعنى بالنسبة إلى المرشح الجمهورى عقابا للنفس مع قرب انتهاء سباق محموم».
كما طلب كلا المرشحين من مؤيديهما التبرع للصليب الأحمر لصالح المتضررين. وتلقى أوباما إشادة غير متوقعة وسارَّة فى الوقت ذاته من حاكم نيو جيرسى كريس كريستى، أحد أقوى المؤيدين الجمهوريين لرومنى.
كريستى قال لشبكة «إم.إس.إن.بى.سى»: «الرئيس كان مدهشا. لقد تحدثت معه 3 مرات أمس واتصل بى مرة أخرى فى منتصف الليل ليسألنى عما أحتاج إليه. وقد طلبت منه التعجيل بإعلان الكارثة الكبرى».
وقال فى حوار آخر له مع «سى.إن.إن»: «لم يتحدث ولو مرة واحدة عن الانتخابات وإذا كان هو نفسه وهو مرشح، لم يتحدث عنها فكونوا على ثقة بأن سكان نيو جيرسى لا يهتمون بها أيضا». مضيفا: «فى الوقت الحالى أنا مهتم أكثر بتجنب أى خسائر فى الأرواح، ونقل الأشخاص إلى أماكن آمنة». مضيفا: «ثم بعدها سنقلق على الانتخابات. الانتخابات ستعتنى بنفسها».
وبعد الإعصار ساندى، بات سؤال «هل يتم تأجيل الانتخابات الأمريكية؟» هو السؤال الذى يطرحه كثير من الأمريكيين سواء مسؤولين أو مواطنين عاديين، حيث سيكون من الضرورى تنظيف وإعادة ترميم الأماكن التى تضررت من الإعصار، والتى يفترض أن تشكل لجان اقتراع مع انطلاق الانتخابات. فضلا عن أن أجهزة التصويت الإلكترونى تحتاج عادة إلى طاقة مناسبة حتى تعمل بشكل جيد، حسب مشروع تكنولوجيا التصويت. وإذا ظلت الكهرباء منقطعة حتى الثلاثاء المقبل، سيكون على المناطق المنقطع عنها التيار الكهربائى، العثور على بدائل.
ومن غير المحتمل أن يتم مد فترة التصويت للناخبين فى الولايات الأكثر تضررا من ساندى، على الرغم مما تسبب فيه الإعصار من دمار. ووحده الكونجرس قادر على تغيير يوم الانتخاب، بموجب قانون 1845. بعض المسؤولين فى معظم الولايات المتضررة من الإعصار، يتوقعون أن يكون الثلاثاء المقبل، يوما لطيفا.