«بأى مرشح رئاسى سيطيح الإعصار ساندى؟» سؤال يطرحه الأمريكيون قبل أسبوع من الانتخابات وهم يترقبون تصريحات وردود أفعال الرئيس باراك أوباما والمرشح الجمهورى ميت رومنى حول أشد كارثة طبيعية تواجهها البلاد منذ سنوات. وعكف الأمريكيون أمس على متابعة تحركات أوباما ورومنى اللذين حرصا على إلغاء اجتماعاتهما الانتخابية فى الولايات المتضررة والبدء فى مساعدة المتضررين من الإعصار. أعلن الرئيس الأمريكى حالة «الكارثة الكبرى» فى ولايتى نيويورك ونيوجيرسى اللتين تضررتا بقسوة من الإعصار، الأمر الذى يضع الأموال الفيدرالية فى التصرف لمساعدة الأشخاص المتضررين كما يتيح تأمين مساكن مؤقتة لهم وإصلاح الأضرار الناجمة عن الكارثة. وكان أوباما قد حرص أمس الأول على إقامة حفل لجمع التبرعات للمتضررين من «ساندى» فى ولاية فلوريدا. ومن جانبه، كف رومنى عن توجيه الانتقادات لخصمه اللدود وسط أجواء الكوارث التى تعيشها البلاد وحرص على المشاركة أمس فى حفل لجمع التبرعات بولاية أوهايو لإغاثة منكوبى الإعصار. وكان أحد مسئولى حملة رومنى قد أكد أمس الأول أنه مع تأثر ما يقرب من خمسين مليون أمريكى بالإعصار فإن الأولوية لدى الجمهوريين يجب أن تتركز على جهود الإغاثة. وفى الوقت الذى يتمنى فيه كل مرشح ألا تتأثر شعبيته بتلك الكارثة سوى بالإيجاب يخشى الحزب الجمهورى من فقدان بعض مؤيديهم فى عدد من الولايات الحاسمة، فيما أكد الحزب الديمقراطى على أهمية ألا تؤثر تلك الكارثة على صناديق الاقتراع. ويرى مراقبون أنه مع اقتراب الانتخابات ورغبة كل مرشح فى الفوز سيتعين على أوباما ورومنى أن يحددا سريعاً موعد ومكان معاودة الحملات دون أن يظهر أحدهما وكأنه غير مهتم بمعاناة ضحايا العاصفة، مؤكدين أن «ساندى» قد يؤثر سلباً على التصويت المبكر الذى بدأ فى عدة ولايات والذى يعتبر أمراً حيوياً لآمال الرئيس بالفوز لأن كثافة التصويت عادة ما تصب فى مصلحة الديمقراطيين. ويشير المراقبون إلى أن الإعصار ينطوى أيضاً على مخاطر بالنسبة لرومنى لأنه يهدد بأن يطغى على إعلانه الختامى الذى يعتزم إقفال حملته عليه قبل الانتخابات المقرر انعقادها الثلاثاء المقبل مع التغطية الإعلامية الكبرى لأنباء ساندى. وفى سياق متصل، أثار مرور إعصار ساندى بعد 14 شهراً من إعصار إيرين تساؤلاً مهماً لدى الناخبين يتعلق بعدم اهتمام كلا المرشحين بالتغييرات المناخية سواء فى برامجهما الانتخابية أو حتى فى المناظرات الثلاث التى جرت فى الأيام القليلة الماضية بالرغم من النتائج المهمة التى توصل لها العديد من الخبراء والتى تفيد بوجود علاقة بين التغيرات المناخية ونشاط الأعاصير وزيادة قوتها. وترى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن قضية التغيرات المناخية على أهميتها لم تحظَ بالقدر الكافى من الحوار الوطنى، مشيرة إلى أن هذا يحدث الآن فقط من أجل الانتخابات الرئاسية.