«طلعت السادات» يتهم مباحث الداخلية والصحف القومية والحزبية و«اللي مش عارف لونها إيه» بتحريك القضية ضده ..ويتساءل: كيف يوافق الوزير على طلب لنائب معارض لنظام الحكم طلعت السادات يخرج مرفوع الحصانة من قاعة المجلس شهدت الجلسة التي عقدها مجلس الشعب أمس على عجل وحسب سيناريو معد مسبقاً لرفع الحصانة عن النائب المستقل «طلعت السادات» في واقعة تلقي رشوة مفاجآت مثيرة، حيث رفض نواب الحزب الوطني وفي غياب أمين التنظيم «أحمد عز» الموافقة علي رفع الحصانة عن «طلعت السادات» رغم نداء الدكتور «فتحي سرور» رئيس المجلس عليهم ثلاث مرات، وقدم «طلعت السادات» دفاعاً قوياً عن نفسه لدرجة أن النائب «أحمد أبوحجي» من الحزب الوطني صاح «حرام نرفع الحصانة عنه كفاية السماح له بالإدلاء بأقواله»، وطلب الدكتور «سرور» من النواب الموافقة علي طلب رفع الحصانة، ولم يرفع أي نائب من الحزب الوطني يده بالموافقة وصاح نواب المعارضة والمستقلين «أقلية.. أقلية»، وصاح فيهم الدكتور «سرور»: «هو إيه ده هو انتوا أغلبية»، وطلب الدكتور «سرور» مرة ثانية الموافقة علي رفع الحصانة، ومرة أخري رفض نواب الحزب الوطني رفع أيديهم بالموافقة، وقام «سرور» بالنداء للمرة الثالثة، ومرة أخري لم يرفع أحد يده، وقام النائب «إبراهيم الجوجري» وكيل اللجنة التشريعية بالوقوف ورفع يده لإعطاء الإشارة لنواب الوطني بالموافقة، ومع ذلك لم يوافق سوي عدد قليل، وصاح نواب المعارضة والمستقلين «حرام.. أقلية موافقة» وصاح «سرور» مرة أخري «لا حديث بعد القرار» معتبراً أنه قرار بالموافقة، وقال «سرور» هو انتوا «أغلبية» المجلس يسير وفقاً للائحة وليس لرغبات أي شخص!! وكان النائب «طلعت السادات» قد قدم دفاعاً قوياً عن نفسه اتهم فيه «تحريات مباحث وزارة الداخلية» بأنها تقف وراء القضية المقدمة ضده، علاوة علي الصحافة القومية والصحافة الحزبية و«الصحافة اللي مش عارف لونها إيه» بأنهم كلهم طالعين صفحة أولي للحديث عن رفع الحصانة ضده، وقد نفي «طلعت السادات» واقعة تلقيه رشوة 250 ألف جنيه من عدد من المواطنين لاستخراج تصريح شركة نقل سياحي لهم من وزير السياحة، وقال: الواقعة كلها «كلام في كلام ولا يوجد دليل ولا فيه تسجيلات ولا فيه صور ولا فيه حاجة اتمسكت». وشبه «طلعت السادات» ما جري بفرض صحته بما حدث مع رئيسة اللجنة التشريعية، وقال: «رئيسة اللجنة التشريعية كانت حاضرة كمحام عن هشام طلعت مصطفي وماكانش معاها توكيل فهل يصح القول بأن الأتعاب اللي خدتها تبقي رشوة؟!»، وصاح الدكتور «سرور:» أرجوك عدم ذكر أسماء ولا تذكر اسم رئيسة اللجنة» فرد «السادات» قائلاً: «أنا بادي مثال». وقال «طلعت السادات» إن مباحث وزارة الداخلية أخذت الراجل اللي متهمني بأخذ الرشوة غصب عنه رغم أنه مصاب بشلل ووجهوه علشان يقول الكلام ضدي ومع ذلك ماقدرش إلا أنه يقول غير الحقيقة»، وأضاف «السادات»: «مين من الأعضاء بيقدم طلب لوزير والوزير بيعظمه ويلبي له طلبه والوزير ومزاجه يوافق أو لا يوافق؟!. غير أن الوزراء والحكومة عارفة إني نائب معارض وباتحبس كل 5 سنين، وكنت ممنوع من العمل السياسي منذ 85، وبأخذ 100 جنيه نفقة، ثم أخذت للسجن الحربي بحجة أني أهنت القوات المسلحة.. يعني تاريخي معروف مع النظام في مصر.. فهل يعقل أن يقوم وزير السياحة وهو يعرف تاريخي بالموافقة علي طلب أنا نفسي لم أزكه؟!». وأضاف «طلعت السادات»: موقفي من الرئيس «مبارك» معروف.. أنا باحب الرئيس «مبارك» شخصياً لكن ماباحبش اللي حواليه ومش راضي عنهم، فهل ما يحدث يرضي الرئيس «مبارك» ربنا يرجعه بالسلامة؟!». واعتبر «طلعت السادات» أن ما جري له طبيعي بعد أن قدم ضد وزير الداخلية أكثر من 50 استجواباً وأكثر من 5000 سؤال وعشرات من طلبات الإحاطة.. والحاجة الوحشة ماأقدرشي إلا أني أقول إنها وحشة. وأضاف «طلعت السادات»: وبافتراض أني أخذت فلوس من الراجل لاستخراج تصريح زي ما بيقال، الراجل نفسه بيقول إن هذه الفلوس دفعت أتعاب محاماة، وقال: القضية دي بقالها سنتين ولا يوجد لها أي تسجيلات إيه اللي حركها بسرعة؟!»، وأضاف: الراجل اللي بيتقال إنه قدم رشوة ليا جاء للجنة التشريعية واتحايل علي رئيستها علشان تسمع أقواله، ومع ذلك رفضت، والقضية بقالها سنين إيه اللي خلي الأمور تتحرك والصحافة القومية والحزبية والصحافة اللي مش عارف لونها إيه تقوم كلها بنشر الموضوع في الصفحة الأولي؟!. واعتبر «طلعت السادات» أن ما جري له هدفه إبعاده عن مجلس الشعب، وقال «عايزيني أبطل سياسة وماأنزلش مجلس الشعب تاني أنا مستعد ومستعد أعيش زي بقية الخلق.. والمقصود هو تشويه وتلويث سمعتي وشرفي قبل انتخابات مجلس الشعب»، وطلب «طلعت السادات» من النواب «الاكتفاء بسماع أقواله أمام النيابة إذا كنتم شايفين الموضوع واخد أكثر من حجمه». وصاح «سرور» في «طلعت السادات»: وبناء عليه.. فقال «السادات»: بناء عليه أقول مثلما قال السيد المسيح «لا تدينوا كي لا تدانوا لأنكم بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم»، وصفق أعضاء الحزب الوطني وأغلب المجلس ل«طلعت السادات» إلا أن النائب «إبراهيم الجوجري» صمم علي رفع الحصانة، وقال «كيف نكتفي بسماع الأقوال ثم يطلب التحقيق منه بعد ذلك ولذلك نحن كأغلبية نري ضرورة رفع الحصانة»، ورد النائب «أحمد ناصر» قائلاً: «لا تلبسوا الحق بالباطل»، وقال إن المبلغ ضد «طلعت السادات» حضر في اللجنة وقال إن هذا البلاغ كيدي، ومع ذلك رفضت رئيسة اللجنة سماع أقواله بحجة مخالفة ذلك للائحة، والقضية خطيرة علي مستقبل عضو مجلس شعب، ولابد من الاكتفاء بسماع أقواله، ولو جد جديد يبقي نرفع الحصانة. ورفض الدكتور «سرور» إعطاء الكلمة للنائب «طاهر حزين» وقال «لا حديث بعد القرار» وأعطي «سرور» الكلمة للنائب «حمدين صباحي» للحديث عن مشاكل العمال المتظاهرين، وقال ل«حزين»: «أنا مش مديلك الكلمة وخليك واقف كده واحنا مبسوطين من منظرك»، ثم أعطي «سرور» الكلمة ل«طاهر حزين» بعد أن قدم له طلباً مكتوباً وقال «حزين»: في الصعيد منذ 10 سنين ذهب ضابط المباحث لأحد المزارعين وقال له هذه الأرض كانت مزروعة دخان ولم يستطع المزارع نفي كلامه إلا بعد أن قدم له رشوة وبعد كده تقولوا مافيش كيدية؟!. وتساءل «حزين»: لماذا لم يتم القبض علي «طلعت السادات» وهو متلبس بالرشوة هو فيه حاجة اسمها «قالولي في طلب رفع حصانة؟!» ورد الدكتور «سرور» قائلاً: «مادمت أنت محامي كويس كده ابقي احضر المحاكمة معاه». من ناحية أخري قدم النائب «فريد إسماعيل» عن كتلة الإخوان المسلمين للدكتور «فتحي سرور» رئيس مجلس الشعب في جلسة المجلس أمس قائمة قال إنها تضم أسماء عدد كبير من النواب حصلوا علي تراخيص لإنشاء شركات سياحة واستفادوا من حصانتهم للحصول علي هذه التراخيص، وقال النائب «فريد إسماعيل»: بمناسبة ما أثير في واقعة رفع الحصانة عن النائب «طلعت السادات» معي قائمة بأسماء نواب استفادوا من حصانتهم وحصلوا علي تراخيص بإنشاء شركات سياحية خاصة ومعي أسماء هذه الشركات وأسماء النواب التي حصلوا علي تراخيصها. وطلب الدكتور «سرور» من النائب أن يقدم له طلباً بهذا الأمر، وقال: «هاتلي الأسماء وأنا حابقي أروح أدور عليهم بنفسي».