عدد من مدن محافظة بنى سويف تعانى هذه الأيام من أزمة فى مياه الرى، بسبب إهدار آلاف الأمتار من المياه، وإغراق مئات الأفدنة، مما قد يُعرض جهود المزارعين طوال العام إلى الضياع. أهالى القرى فوجئوا خلال أيام عيد الأضحى بارتفاع منسوب المياه فى عدد من المصارف والمشاتل أمام قرية النويرة بإهناسيا فى مصرف جوهر القديم (المردوم على الواطى)، وعند قرية كوم أدريجة التابعة لمركز الواسطى، وذلك نتيجة فتح «المفيض» على النيل، لتخفيف المنسوب الزائد من المياه، مما أدى إلى غرق الأراضى الزراعية. شهود عيان أكدوا أن المصرف الذى يمر من ناحية مركز ببا إلى إهناسيا فى اتجاه مدينة بنى سويف، امتلأ بالمياه عن آخره خلال أيام العيد، حيث شوهدت المياه داخل المصرف بكميات كبيرة، وعلى جانب الطريق، الذى يوجد به مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، والذى أسفر عن غرق نحو 50 فدانا من تلك الأراضى بطول المصرف.
من جانبه نفى وكيل وزارة الرى فى بنى سويف، المهندس أحمد شعبان، وجود فيضانات على النيل أو فى المصارف الداخلية بالمحافظة، مؤكدا أن محطة إهناسيا تعمل بكل طاقتها (5 وحدات مواتير)، وأن ما يحدث الآن هو أمر طبيعى فى مجال الرى، «يتكرر باستمرار من دون حدوث مشكلات».
«الدستور الأصلي» رصدت معاناة أهالى قرية النويرة خلال أيام العيد، حيث وقف الأهالى طوال الليل على أقدامهم من شدة فيضان المياه التى أغرقت منازلهم نتيجة ارتفاع منسوب المياه، كما أدى إهمال مسؤولى الرى بالمحافظة إلى ترك بوابات الترع والمصارف مفتوحة على مصراعيها، وكذلك عدم تشغيل محطات «دموشيا» منذ أكثر من 5 أيام، فأغرقت المياه الأراضى الزراعية وامتدت إلى المنازل المجاورة، فتصدعت المنازل وانهارت أجزاء من جدرانها، ويعيش الأهالى منذ اليوم المشؤوم وسط برك المياه.
جمال عبد العظيم الريدى (وكيل مدرسة) يقول عن المأساة التى تعيشها قريته «قبل العيد بيومين، فوجئنا بارتفاع كبير فى منسوب مياه مصرف المحيط الذى يمر أمام قرية النويرة، أدى إلى غرق أكثر من 50 فدانا من الأرض الزراعية المملوكة لأهالى القرية، وأكثر من 500 منزل، أغرقتها المياه المتسربة من فيضان المصرف، مما أحدث شللا وأعاق الحركة كاملة، وتوقفت الحياة تماما، وأصبحنا غير قادرين على الذهاب إلى مسجد القرية».
فى الوقت نفسه، أكد المهندس علاء فهمى رئيس الوحدة المحلية للمركز أن المشكلة سببها قيام العامل المكلف بتشغيل محطات الصرف بإجازة العيد دون تشغيل هذه المحطات فحدثت المشكلة، وارتفع منسوب المياه، فقمت بالاتصال بالمستشار ماهر بيبرس محافظ بنى سويف، الذى قام بدوره باستدعاء وكيل وزارة الرى لمعرفة أسباب المشكلة وحلها، وكلف اللواء أحمد زكى رأفت السكرتير المساعد الذى توجه مع وكيل وزارة الرى إلى محطات الصرف، ولم يتركها إلا بعد التأكد من إعادة تشغيلها.