هل نشهد فى الأسابيع القادمة ثورة نسائية سينمائية. لا أقول تتسيد بمفردها الشاشة، بل فقط تتقاسم هى والنجوم الرجال الأفيش مثلما كان يحدث فى الماضى، أقصد جيل فاتن وهند وماجدة ومريم وشادية وسعاد ونادية، وصولا إلى نادية الجندى ونبيلة عبيد! فى عام 2010 شاهدنا ياسمين عبد العزيز بطلة فى فيلم «الثلاثة يشتغلونها» لسعيد حامد، وتحديدًا فى منتصف العام ولم يمض سوى أسبوعين إلا وكانت زينة وصبا مبارك بطلتين فى «بنتين من مصر» لمحمد أمين، وقبل أن ينتهى العام جاءت غادة عبد الرازق بطلة فى «بون سواريه» لأحمد عواض، ثم رأينا غادة عادل تشارك مصطفى شعبان بطولة وأفيش فيلم «الوتر» لمجدى الهوارى! يبدو كأن هذه هى البدايات لإعلان ثورة التمرد التى نشاهد حاليا بعضًا من إرهاصاتها.. السينما المصرية تبحث عن «سبارتاكوس» الذى قرر تحرير العبيد فى روما القديمة أو إن شئت الدقة «سبارتاكوسة».. البداية دائما تنطلق كالشرارة من إنسان يتمتع بمواصفات الزعامة يصدقه الناس ويتحلقون حوله فيصبح قائدا وملهما لهم ويبدؤون بعده الكفاح على طريق الحرية والمساواة! السينما المصرية تعامل النجوم السوبر باعتبارهم أسيادًا لا أحد يرد لهم كلمة وعلى النجمات اللاتى ليس لهن شباك تذاكر أن يتقهقرن إلى الصفوف الخلفية فى انتظار موافقة النجوم على ترشيحهن للأدوار التالية فى الأهمية الدرامية وفى المساحة الزمنية! النجمات فى السينما دائما هن الطبق الفاتح للشهية الذى من الممكن أن نبدأ به الوليمة، وقد تنحيه جانبًا وتستغنى عنه، مكتفيًا بالطبق الرئيسى، حتى إنهن أصبحن وردة فى عروة جاكتة النجم، تستطيع أن لا تضع الوردة، لكنك لا تستغنى أبدا عن الجاكت!! ارتضت النجمات بهذه المكانة التى انعكست أيضا بدورها على التفاوت الرهيب فى الأجور التى يحصل عليها نجوم الشباك مقارنة بالنجمات، حيث لا يتجاوز أجور النجمات عادة نسبة 10% مقارنة بالنجوم.. ورغم ذلك كانت هناك أكثر من محاولة لتحطيم هذا القيد وأرى أن أكثر نجمة لها معارك مشرفة فى الكفاح وخاضت أيضا أكثر من جولة سينمائية هى بالتأكيد ياسمين عبد العزيز، ولكنها ليست فى الميدان وحدها. يعرض لياسمين فى العيد «الآنسة مامى» إخراج وائل إحسان لم أشاهده عند كتابة هذه السطور وقريبًا يعرض لمنى زكى فيلمها «أسوار القمر» إخراج طارق العريان تؤدى دور البطلة الكفيفة، ورغم ذلك فإن أقرب نجمة قادرة على قيادة هذه الثورة النسائية هى ياسمين عبد العزيز. لم تكن ياسمين بفيلمى «الدادة دودى» 2009، و«الثلاثة يشتغلونها» 2010 هى أول من حاولت التمرد على الوضع القائم بين نجمات هذا الجيل، سبقتها منى زكى، وحنان ترك، وهند صبرى، ومى عز الدين، وغادة عادل، وزينة وغيرهن، وكل منهن لها أكثر من تجربة فى البطولة، إلا أن شروط نجاح الثورة لا تكفى فيها إشادة النقاد ولا جوائز المهرجانات، الأهم أن يقول شباك التذاكر كلمته وبصوت عال واضح النبرات تسمع بين جنباته هدير الملايين، وهذا هو ما حدث مع ياسمين صار اسمها يشكل عامل جذب على الأفيش الذى يعنى أنها النجمة التى جاء إليها الجمهور، وعندما رأى اسمها على أفيش الفيلم لم يضن عليها بثمن التذكرة! نعم حلمى والسقا وكريم ومكى وسعد وهنيدى وعز يحققون حتى الآن أرقاما أكبر فى الشباك، ولكن الجديد فى هذه المعادلة أن ياسمين لها مظلة جماهيرية من الممكن أن ينضوى تحت لوائها أيضا بعض النجوم الجدد!! تعانى ياسمين دائما فى الحصول على اسم نجم يشاركها البطولة.. فى «الدادة دودى» لم يوافق سوى محمد شرف.. فى «الثلاثة يشتغلونها» استعانت بوجوه جديدة بعد أن حصلت على موافقة أحمد عز كضيف شرف، هذه المرة مع «الآنسة مامى» حسن الرداد بالتأكيد كانت هناك محاولات مع نجوم أكثر بريقًا.. نجم الشباك عادة يرفض أن يقف فى دور تالٍ للنجمة، ولكن على النجمات أن يدخلن المعركة من دون انتظار مباركة النجوم. ياسمين هى «سبارتاكوسة» محررة العبيد، وسوف تتبعها أكثر من «سبارتاكوسة» أخرى.. وعلينا أن ننتظر البيان الأول لتلك الثورة التى رفعت شعار «عيش حرية بطولة نسائية»!ف