رأى معظم الصحف الأمريكية فى تحليلها للمناظرة الثانية بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما المرشح لولاية ثانية، والمرشح الجمهورى ميت رومنى، فى جامعة هوفسترا بنيويورك، أن هذه المناظرة شهدت تحولا من الأسلوب العادى الذى تتميز به المناظرات غير الرسمية. صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قالت إن كلا من أوباما ورومنى استخدم الأسئلة والإيماءات الجسدية على المنصة، فى تحدى كليهما الآخر، وفى بعض الأحيان «تحدى مدير المناظرة»، على حد قولها. ووصفت أداء أوباما بأنه «أكثر قوة هذه المرة».
قالت الصحيفة إن نتيجة هذه المناظرة أقل وضوحا من مناظرة دنفر، حيث لم يحرز أى من المرشحين انتصارا هائلا، كالذى حققه رومنى فى المناظرة الأولى. مضيفة أن أوباما بدا «غير خائف» من المواجهة المباشرة مع رومنى بخصوص عدد من القضايا التى ابتعد عنها فى المناظرة السابقة، مضيفة أن أوباما كان يحتاج إلى أن يكون أكثر نشاطا مما بدا عليه فى دنفر، وأنه كان يحتاج أيضا إلى طريقة لمهاجمة شخصية رومنى، وإلى جذب الناخبات اللاتى يُعتبرن أساسا لخطة فوزه، واللاتى تشير استطلاعات الرأى إلى أنهن قد يصوِّتن لرومنى ويتركن الرئيس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا استطلاعات الرأى التى أجريت بعد المناظرة من قبل مؤسسات إخبارية، بدا أوباما هو المنتصر. أما صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» فقالت إن أوباما دخل الأمسية وهو تحت ضغط إنقاذ ترشحه عبر أداء جدالى أكثر حزما، قائلة إن أوباما منذ البداية «كان فى مزاج هجومى». مشيرة إلى أن المناظرة استغرقت 10 دقائق إضافية على ال90 دقيقة الأصليين.
ووصفت الصحيفة رومنى ب «التناقض» عندما قال إنه ينبغى أن تتوفر فرص منع الحمل لجميع السيدات، على الرغم من أنه أيد تعديل فى الكونجرس يمكنه أن يسمح لأصحاب العمل برفض التغطية النقدية لتحديد نسل العاملات لديهم.
«واشنطن بوست» وصفت المناظرة التى جمعت المرشحين للمرة الثانية ب «النارية» التى رد فيها أوباما الصفعة لرومنى. مضيفة أن رومنى، حاكم ماساتشوستس السابق، بدا أكثر ثقة عندما تحدث عن الاقتصاد المحاصر فى ظل ولاية أوباما.
كما قالت الصحيفة إن أوباما استغل الكثير من الأسئلة كنقاط محورية لإظهار رومنى صارما فيما يتعلق بنطاق واسع من القضايا الاجتماعية. «مساندة واستعداد»، هذا ما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه حظى به الرئيس باراك أوباما قبل المناظرة الثانية وساعده على أن يرد على هجوم المرشح الجمهورى ميت رومنى واستغلاله الهجوم على مقر القنصلية الأمريكية فى بنغازى ومقتل السفير الأمريكى و3 آخرين.
وقال الكاتب الأمريكى مارك لاندلر فى مقاله بالصحيفة الأمريكية «مجموعة الحوارات التليفزيونية والتصريحات التى أدلت بها وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون قبيل المناظرة وأعلنت فيه فشلها فى تأمين البعثة الأمريكية صبت فى صالح أوباما وهو ما جعله يوجه اتهامات لرومنى بأنه «ساعد على تضليل الشعب الأمريكى فيما يتعلق بطبيعة الهجوم».
ونقلت الصحيفة الأمريكية أيضا تصريحات عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى السيناتور الديمقراطى جون كيرى قال فيها: «مرارا وتكرارا أثبت رومنى خطأه وخلطه للحقائق وعدم معرفته بحقيقة ما قام به الرئيس أوباما، وأعتقد أن حملة رومنى سقطت هذه الليلة سقطة كبيرة». شبكة «إن بى سى» الأمريكية رأت أيضا أن أوباما نجح كثيرا فى إظهار نقاط ضعف المليونير من خلال وضعه دوما فى «موقف المدافع»، وعدم سماحه لرومنى أن يهاجمه ويهاجم سياسات إدارته خلال الأربع سنوات الماضية.
وتابعت الشبكة الأمريكية بقولها «كان واضحاً من البداية أن تلك المناظرة لن تكون شبيهة بلقاء الرجلين الأول التى لم يمتلك خلالها الرئيس العدوانية الكافية لرد هجمات المرشح الجمهورية العنيفة، فأوباما كان حاضر الذهن بصورة كبيرة وأكثر حيوية».
واستمرت «إن بى سى» قائلة «الحرب الكلامية بدأت بين المرشحين مبكرا، وبدا التوتر واضحا عليهما، والذى تجلت حينما اقترب بعضهما البعض، وأنب رومنى لأوباما حينما قاطع كلامه وقوله دعنى آخذ فرصتى فى الحديث».
وشبكة «أيه بى سى» الأمريكية أشارت كذلك إلى أن صرامة أوباما هى ما منحته التفوق فى المناظرة الثانية، حيث بدا عليه التحمس من الوهلة الأولى وفقا للشبكة، حينما وصف أن رومنى يحاول أن يعقد مع الناخبين «صفقة سطحية» لا علاقة لها بالواقع ويكذب عليهم بوعود براقة لا يمكنه تحقيقها.