بدأ العد التنازلى لاختيار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. الجميع يترقب البابا الجديد، خصوصا فى ظل الظروف السياسية التى تعيشها مصر الآن، خلال المرحلة الانتقالية بعد ثورة يناير. كمال زاخر، المفكر القبطى ومنسق جبهة العلمانيين بالكنيسة الأرثوذكسية، قال إن المرشحين لمنصب البابا ليس لديهم إمكانيات، وإن كثيرا من المرشحين يبحثون عن الأضواء وتحقيق رغباتهم، وهذا هو سبب الصراع على الكرسى البابوى، رغم أن الكرسى قبل قداسة البابا كان روحيا ودينيا ولم يكن مطمعا، مؤكدا أن السماح بترشح الأساقفة لمنصب البابا سيجعل الكنيسة تدخل فى مرحلة من «تصفية الحسابات».
زاخر اتهم أجهزة الدولة بأنها تعمل على تغذية الصراع على الكرسى البابوى لا الأساقفة، وذلك منذ عهد محمد على باشا، حتى يطمئن الحاكم لولاء من يجلس على الكرسى البابوى، مشيرًا إلى أن الرئيس المسجون حسنى مبارك لم يتدخل فى اختيار البابا لعدم اتساق ذلك مع فطرته.
جاء ذلك خلال مؤتمر «حق شعب الإسكندرية فى اختيار راعيه أسقف الإسكندرية البابا 118» أول من أمس (الجمعة)، بمدرسة سانت كاترين بالمنشية، تحت رعاية جماعة الإصلاح القبطى الأرثوذكسى.
وأوضح زاخر أن صعود شخصية متشددة إلى الكرسى البابوى ستمثل أزمة حقيقية أمام تيار الإسلام السياسى، الأمر الذى قد ينتج عنه نوعا من التصادم، أما إذا اختير البابا شخصية مطيعة للحاكم سيكون بذلك قد «سلم مفتاح الأقباط للنظام الجديد»، بينما يريد الأقباط أن يصعد البابا الجديد بهم للأبدية والملكوت.
زاخر انتقد وضع تيار الإسلامى السياسى، وشن هجومًا حادًّا عليه، قائلاً: إن تيار الإسلام السياسى صعد فى غفلة من القوى السياسية، وأصبح كل شخص من الممكن اتهامه بازدراء الأديان، مشددًا على أهمية التصدى إلى هذه الهجمة التى وصفها ب«الشرسة» من جانب التيار الإسلامى.
وكشف «منسق جبهة العلمانيين»، عن وجود مخاوف لدى الأقباط بأن يصبحوا ورقة ضغط لتفريغ المجتمع المصرى من الأقباط أو أن يتم تهجيرهم، قائلا: إذا تم تفريغ الأقباط من مصر سنصبح أثرًا، ولا نتحدث عن الأقباط فقط وإنما عن وطن مهدد بالتقسيم والضياع، محملاً رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى هموم وقضايا ومشكلات الأقباط فى مصر.
من جانبه، طالب إسحاق حنا، رئيس الجمعية المصرية للتنوير، بتأجيل الانتخابات حتى يتمكن الأقباط من متابعة ما تشهده البلاد من قضايا عالقة، خصوصا ما سماها ب«معركة الدستور»، مؤكدًا أهمية وجود الأقباط فى الدستور المصرى حتى لا يأتى على هوية من يضعونه.
حنا أضاف أن مفكرى «التأسيسية» يتخذون من الأقباط حجة للوقوف أمام التيار الإسلامى المتشدد، لأن الأقليات لها دور كبير فى أوطانها، ربما يفوق دور الأغلبية فهى قاطرة الأوطان.
ووصف حنا ترشح الأساقفة ب«خطأ جسيم»، وأنه تم التعامل مع الموقف بلا مبالاة، وأن ما يفعله الأساقفة هو شكل من أشكال الفساد، ولا بد من مقاومته، مشيرًا إلى ضرورة عمل لائحة أخرى متسقة مع قوانين الكنيسة والقوانين المدنية للخروج من الأزمة، ويعم السلام على الكنيسة والوطن.
حنا أوضح أن هناك ملفات سيئة لبعض الأساقفة، ولكنها ستطرح وتعلن عندما يأتى البابا المقبل، ووقتها سيكون «مشوهًا» قبل جلوسه على الكرسى.