قال المفكر القبطي كمال زاخر – منسق جبهة العلمانيين بالكنيسة الأرثوذكسية – : «أن المرشحين لمنصب البابا ليس لديهم إمكانياته، وأن كثير من المرشحين يبحثون عن الأضواء وتحقيق رغباتهم وهذا سبب الصراع على الكرسي البابوي» رغم أن الكرسي قبل قداسة البابا كان روحي وديني ولم يكن مطمعاً، مؤكداً أن السماح بترشح الأساقفة لمنصب البابا سيجعل الكنيسة تدخل في مرحلة من «تصفية الحسابات» – على حد تعبيره –. واتهم «زاخر» أجهزة الدولة بأنها تعمل على تغذية الصراع على الكرسي البابوي وليس الأساقفة، وذلك منذ عهد محمد على باشا حتى يطمئن الحاكم لولاء من يجلس علي الكرسي البابوي، مشيراً إلى أن الرئيس المسجون «حسني مبارك» لم يتدخل في إختيار البابا لعدم إتساق ذلك مع فطرته.
جاء ذلك خلال – مؤتمر «حق شعب الإسكندرية في إختيار راعية أسقف الإسكندرية البابا 118» أمس الجمعة، بمدرسة سانت كاترين بالمنشية، تحت رعاية جماعة الإصلاح القبطي الأرثوذكسي.
وأوضح أن صعود شخصية متشددة إلي الكرسي البابوي ستمثل أزمة حقيقية أمام تيار الإسلام السياسي الأمر الذي قد ينتج عنه نوع من التصادم، أما أذا إختير البابا شخصية مطيعة للحاكم سيكون بذلك قد «سلم مفتاح الأقباط للنظام الجديد»، بينما يريد الأقباط أن يصعد البابا الجديد بهم للأبدية والملكوت.
«زاخر» انتقد وضع تيار الإسلامي السياسي، وشن هجوماً حاداً عليه، قائلاً : «أن تيار الإسلام السياسي صعد في غفلة من القوي السياسية وأصبح كل شخص من الممكن إتهامة بازدراء الأديان»، مشدداً على أهمية التصدي إلى هذه الهجمة التي وصفها ب «الشرسة» من جانب التيار الإسلامي.
وكشف «منسق جبهة العلمانيين»، عن وجود مخاوف لدى الأقباط بأن يصبحوا ورقة ضغط لتفريغ المجتمع المصري من الأقباط أو أن يتم تهجيرهم، وحذر من خطورة تفريغ الأقباط قائلا: «إذا تم تفريغ الأقباط من مصر ستصبح أثراً ولا نتحدث عن الأقباط فقط وإنما وطن مهدد بالتقسيم والضياع» محملاً رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي هموم وقضايا ومشاكل الأقباط في مصر.
وأوضح أن الشباب القبطي خرج في ثورة 25 يناير وتفاعل مع الشباب المسلم ليواجه طاغية وحكم فاسد فأصبح شباب مصر يمثلون كتلة واحدة، ويعلن الاقباط انه تم «فطمهم» سياسياً من الكنيسة وخرجوا بالكنيسة للوطن بكل القيم التي تعلموها.
من جانبه، طالب إسحاق حنا – رئيس الجمعية المصرية للتنوير – بتأجيل الإنتخابات حتى يتمكن الأقباط من متابعة ما تشهده البلاد والقضايا العالقة خاصة ما سماها ب «معركة الدستور»، مؤكداً على أهمية وجود الأقباط في الدستور المصري حتي لا يأتي علي هوية من يضعونه.
وأضاف أن مفكري التأسيسية يتخذون من الأقباط حجة للوقوف أمام التيار الإسلامي المتشدد للوقوف علي مبادئ الحرية والمساواة، لأن الأقليات لها دور كبير في أوطانها ربما يفوق دور الاغلبية فهي قاطرة الأوطان.
ووصف ترشح الأساقفة ب «خطأ جسيم»، وأنه تم التعامل مع الموقف بلامبالاة، وأن مايفعله الأساقفة هو شكل من أشكال الفساد، ولابد من مقاومته، مشيراً إلى ضرورة عمل لائحة أخري متسقة مع قوانين الكنيسة والقوانين المدنية للخروج من الأزمة، ويعم السلام علي الكنيسة والوطن.
وقال هناك ملفات سيئة لبعض الأساقفة ولكنه ستطرح وتعلن عندما يأتي البابا المقبل وقتها سيكون «مشوهاً» قبل جلوسه علي الكرسي.
من جانبه، قال الدكتور مينا بديع – الباحث في الدراسات القبطية وعضو المجمع المصري واستاذ بهنسة الإسكندرية – أنه تقدم بطلب إلى المجمع المقدس للكنيسة القبطية يطالب فيه برفض ترشح الأساقفة لمنصب البطريرك، لكن طلبه لم يلق أي أي اهتمام حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من حملات تشكيك وخلافات وطعون.
وأشار إلى إعتراض الأنبا باخوميوس – قائم مقام البابا – علي رفض ترشح الأساقفة للمنصب البابوي، وأنه لم يكن قادراً علي إتخاذ قرار «يريح» الكنيسة من هذه الأزمة.