يتم في العشرين من شهر أكتوبر الحالي افتتاح المقر الجديد للجامعة العربية المفتوحة فرع القاهرة بمدينة الشروق، ليكون أحدث الروافد التي تضاف إلى هذه المنظومة التي تبنى فكرتها ورعاها الأمير طلال "بن عبد العزيز" - رئيس مجلس أمناء الجامعة - منذ 10 سنوات، حيث طرح على مجلس وزراء التعليم العالي العرب فكرة إنشاء الجامعة العربية المفتوحة لتتيح لابناء الوطن العربي مواصلة دراستهم وتعليمهم خاصة أولئك الذين لم تتح لهم ظروف عملهم الدراسة في جامعات حكومية أو خاصة. وبداية تجربة التعليم الفتوح كانت في بريطانيا انتقلت بعدها للعديد من الدول في أوروبا وآسيا، وأتاح هذا النوع من التعليم الفرصة للنهوض بالمستوى الثقافي والتعليمي والإنساني لكثير من الدارسين ممن التحقوا به، وكان إيمان الأمير طلال بن عبد العزيز القوى بهذه الفكرة داعما لتنفيذها ونجاحها على الرغم من عدم إيمان المجتمع العربي في ذلك الوقت بجدوى دراسة لايكون فيها الطالب منتظما وأمامه معلم يشرح له دروسه.
والتعليم المفتوح يعد مستقبلا للتعليم في العالم، حيث يواصل انتشاره بصورة واسعة النطاق، وكانت بداية تنفيذ مبادرة التعليم المفتوح في الوطن العربى بداية جادة من خلال إجراء دراسات مقارنة مع نظام الجامعة المفتوحة في بريطانيا حيث تم وضع التنظيمات الخاصة لكيان الجامعة والبدء في إعداد البرامج اللازمة للدراسة بها واختيار المستشارين والمسئولين، وكانت مسيرة لأكثر من 10 سنوات.
وأصبحت الجامعة العربية المفتوحة اليوم ليست مجرد مقر رئيسي في الكويت وإنما هى منظومة متكاملة مقرها الرئيسي في الكويت وتتشعب فروعها فى كثير من الدول العربية من بينها مصر، الأردن، والسعودية.
وينتظم الآلاف من ابناء الوطن العربي في عدد كبير من الدول العربية للدراسة بهذه الجامعة لأنها ليست مجرد برنامج وإنما مقر أساسي يضم كل المعامل والمراجع والإمكانات التكنولوجية المتقدمة.
وتتميز الجامعة بإنها تعمل بأسلوب علمي جاد بالتواصل والتنسيق الكامل مع الجامعة البريطانية بخبرائها ومستشاريها وبرامجها التي تتطور أولا بأول، ويديرها مجلس أمناء يضم نخبة من ابناء العالم العربي من مختلف اقطاره من ذوي الخبرة في مجالات التعليم عامة والتعليم المفتوح خاصة، ويجتمع المجلس مرة كل 6 أشهر على الأقل ويقوم بتقييم البرامج ومدى تطورها وشهادات الجهات المختصة ذات الخبرة أولا بأول بالاضافة إلى تقييم مستوى خريجها.
ويتبنى مجلس الأمناء خطة طموحة تدعو إلى التطوير والتغيير من خلال التقييم المستمر لمختلف عناصر العملية التعليمية خاصة وأن التنسيق مع الجامعة البريطانية، أتاح لخريجي هذه الجامعة معادلة برامجها الدراسية بالشهادة البريطانية للتعليم المفتوح.
وعلى الرغم من عدم إدراك العالم العربي بمدى أهمية هذا النوع من التعليم وما حققه من نجاحات في الدول المتقدمة وذلك بسبب اعتماده على التعليم التقليدي أو النظامي الذي يعتمد على تواجد الطالب مع الاستاذ بحيث تكون مهمة الاستاذ الشرح ومهمة الطالب الحفظ، إلا ان هناك اقبالا على الالتحاق بالجامعة العربية المفتوحة وإن كان دون المستوى المنشود.
والنظرة إلى التعليم النظامي والبرامج التقليدية المطبقة فيه ستتلاشى تدريجيا، وسيشهد المستقبل القريب إقبالا على التعليم المفتوح الذي يلبى احتياجات السوق ويواكب التطور التكنولوجي الهائل ، وما يؤدى إليه ذلك من نجاحات.