صدرت أخيرا الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل عمر نجم (1956- 1995) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في إطار مشروع نشر مجمل إسهاماته النقدية والفنية في مجالي المسرح والسينما إلى جانب نتاجه الشعري. يتميز الإصدار بدقة جمع دواوينه الأربعة سواء ما صدر قبل رحيله، وهما الديوان الأول( وف حواريكي الحقيقه ) 1988، والثاني (سعيد يعنيhappy )1990، المعنون بقصيدته الأشهر التي تحمل ذات الاسم، والذي قدم له برؤيته لجيله الذي نشأ وشق طريقه في ظرف سياسي وثقافي عصيب، كما يضمّن التقدمة مفهومه ومفهوم جيله عن الشعر عاميا كان أو بلغة عربية فصحى.
أما الديوانان الثالث والرابع فقد صدرا بعد رحيله، وفي نفس العام 1995: (حضور الغياب ... غياب الحضور )- هكذا أسماه – و( تغريبة عمر نجم ) كما أسماه من جمع له ما خطه أثناء عمله بالمملكة العربية السعودية عام (1993/1994)، والذي غزله على منوال الأغاني والمواويل الشعبية المصرية في مقت الغربة واشتياق العودة للحبيبة على عادته في تماهي المحبوب في الوطن، أما الجزء الثاني فيضم نوادره الفصحى، ومنها قصيدة ( إذن كوني لي القلب ) المرجح أن تكون آخر ما كتب حيث أنها مؤرخة بتاريخ 10 مارس، أي قبل رحيله باثني عشر يوما في 22مارس 1995.
لن تجد بين الشعراء من هو أكثر حرصا من الشاعر عمر نجم على ذكر تاريخ اكتمال القصيدة بدقة، أحيانا ما يذكر اليوم خميسا كان أم جمعة. دقات قلبه قائلة له أن عمره لن يناهز الثامنة والثلاثين.
وينطلق الإصدار من طبيعة شخصية الشاعر المنفتحة بحكم مهنيته الصحفية على مختلف الفنون، فيضم دواوينه إسهامات الفنانين الكبارالأصدقاء في الأغلفة ولوحات القصائد في الطبعات الأولى. كأن (الأعمال الشعرية الكاملة) بتلك الإسهامات، وتواريخ القصائد، وصور للشاعرفي مختلف مراحل عمره، ومن بينها تلك التي وظفها الفنان أنس الديب في الغلاف ،تسعى إلى بعث حقبة زمنية عاشها الشاعر بأحلامها وإحباطاتها الوطنية ونبض الأصحاب وصحبتهم، ومنها يجري شعره الذي هو " بعض من دمه " كما كان يحب أن يهدي أشعاره. ويواكب الإصدار ذكرى عيد ميلاده السادس والخمسين في 21 سبتمبر.