من الأشياء العجيبة والغريبة في مصر أن البلد كله في حالة سكون وجمود، أو بعبارة أدق: يمشي في مكانه ولا يتقدم للأمام.. يعني: «محلك سر»، والبعض يقول إنه أحيانا: للخلف در!! أسباب ذلك كثيرة ومتعددة ويعلمها الجميع. وزارة الخارجية من الوزارات السيادية للدولة وبدأت أعمال التمثيل الدبلوماسي المصري منذ تصريح 28 فبراير 1922 الذي منح مصر استقلالا اسميا بموجبه نشأت مدرسة محترمة في الدبلوماسية المصرية عقب هذا التاريخ. لكن هذه المدرسة تتعرض لخطر كبير منذ عدة عقود.. أصدقائي من العاملين في الوزارة أحيانا يرفضون بعض أطروحاتي الراديكالية بخصوص ما يجب أن تكون عليه هذه الوزارة المهمة. فمعظم التعيينات والتنقلات داخل دولاب العمل اليومي تتم بمعايير تعتمد علي المحسوبية والواسطة، وهناك عشرات الأمثلة التي يعرفها الجميع أقلها أن سفراء يتم تعيينهم في بلاد لا يعرفون كلمة واحدة من لغتها، وآخرون يتم إيجاد تخريجات لهم بنقلهم لوزارة الإعلام ليعملوا ملحقين إعلاميين حتي يتم لم شمل الأسر نظرا لأن الزوجة تعمل أيضا (مثل بقية أفراد الأسرة) في الوزارة. أبرز أمثلة ذلك هي السفارة المصرية في لندن التي أصبحت جراجًا كبيرًا للوساطة والمحسوبية والمعيار فيها: (إنت ابن مين في مصر؟!!). ولأن الدكتور مصطفي الفقي - رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب - لديه ابنة تعمل بوزارة الخارجية ومتزوجة أيضا من دبلوماسي ولوائح الخارجية تمنع الجمع بين الزوج والزوجة في سفارة واحدة فقد كانت «التخريجة» هي انتداب زوج بنت مصطفي الفقي لوزارة الإعلام وتكليفه بالعمل مستشارًا إعلاميًا في لندن.. في نفس السفارة التي تعمل فيها زوجته!! طبعا قلوبهم رحيمة وعاوزين «لم شمل الأسرة»!! لكن المشكلة هي: كم دبلوماسيا في وزارة الخارجية يحتاج لمثل هذه « التخريجة»؟.. بالطبع كثيرون لكن السؤال: «هوه ابن مين في مصر عشان يتعمل معاه كده؟!!». وحتي نتعلم من غيرنا تعالوا نشوف حكاية سفير بريطانيا في الكويت الذي كان يعمل منذ عام واحد في الشرق الأوسط وزوجته التي تعمل في أوروبا وبالتحديد.. بلجيكا. هذا السفير واسمه «مايكل أهارون» اضطر لترك منصبه عقب مزاعم بتورطه في علاقة غرامية مع موظفة بالسفارة متزوجة وهي الآن حامل!! الموظفة تدعي «فيكتوريا كامينج» وتصغر أهارون بنحو 15 عاما، وقد بدأت الشائعات تعم مجتمع المغتربين الأثرياء في الكويت بعد تفجر مشكلة بين السفير البالغ من العمر 50 عاما والمتزوج من الدكتورة راشيل أهارون التي تعمل أيضا سفيرة لبريطانيا في بلجيكا وتبلغ من العمر 48 عاما. وقال بعض أصدقاء فيكتوريا لصحيفة «ديلي ميل» في عددها الصادر الاثنين إنها غادرت الآن شقتها الفاخرة في الكويت وعادت لبريطانيا، حيث تعتزم البقاء حتي يولد طفلها. يشار إلي أن سفير بريطانيا في الكويت لديه 4 أبناء من زوجته السفيرة في بلجيكا الدكتورة «راشيل أهارون» وأعمارهم تتراوح بين 13 و23 عامًا. وزارة الخارجية البريطانية رفضت مجرد التعليق بشأن العلاقة المزعومة بين سفيرها في الكويت وإحدي موظفات السفارة، واكتفي المتحدث باسم الوزارة بالقول: نحن ليس لدينا أي تعليق علي الحياة الشخصية للموظفين. هذا هو منهجهم سواء مع المشاكل أو بالأولي مع التعيينات.. مش معقولة السفير سيقول لهم: أنا باشتغل في مكان وزوجتي في مكان وأولادنا في بريطانيا أو مع أحدنا في البلد الذي يعمل فيه.. الناس دي ما عندهاش الكلام ده. أما نحن في مصر..نبدأ نقول: أصل وفصل..ونبحث عن واسطة ونتذرع بكل الذرائع.. ولهذا السبب وغيره هم يتقدمون ونحن لا نزال: محلك سر. بلدنا أيضا فيه نقاط مضيئة كثيرة من بينها هالة ضوء علمية ومهنية وأخلاقية اسمها الدكتور أحمد شعير أستاذ أمراض العيون والجراح الكبير الذي ساهم بأعماله والعمليات الجراحية الصعبة التي قام بإجرائها في أن يري الكثيرون النور مرة أخري، كما أن تدخله الجراحي الماهر ساهم في أحيان كثيرة في منع فقدان مرضي في حالات خطيرة نعمة البصر. بصيرة الدكتور أحمد شعير تساعد بصره وتمده بقوة نفسية وروحية ومرضاه يقدرونه بدرجة كبيرة ويدعون له بالتوفيق والنجاح ومعهم الآلاف من أسرهم وذويهم الذين يشكرونه ويتمنون له التوفيق والنجاح لما يقدمه لهم من رسالة الطب السامية، فهو نموذج لمواطن مصري صالح.