تفهمت تماما معنى الوحدة التى يعانيها شيخ طاعن فى السن توفيت زوجته وتزوج أولاده عندما وقعت عيناى على ناب فى فكه السفلي قتلته العزلة هو الأخر بعدما تركته بقية الأسنان طواحنها وقواطعها وذهبت بلا رجعة مع ملقط طبيب أسنان مبتدىء. غلت الدماء فى عروق جميع الحضور فى القهوة حتى فارت ومعها فارت القهوة التى طلبها رجل فى الأربعين من عمره أكفهر وجهه فصاح فى القهوجى " القهوة من غير وش ليه يا رشدى الزفت ؟!!" ، ضاع الوقت بدل الضائع بعدما التهم عقرب الثوانى الدقائق المتبقية بلا هوادة ومعها التهم السرطان رئة شاب ذى عشرين ربيعا أخذ يشعل سيجارة من السيجارة التى سبقتها إلى الرفيق الأعلى فى تتابع كفريق سباحة أمريكى يوشك أن يحقق رقما أوليمبيا جديدا . أستل اليأس سيفه وأجهز على التفاؤل إلا فى قلب ذلك العجوز الذى أدام النظر إلى ثم همس فى أذنى قائلا" الأهلى هيجيب جون" ، أضر بصر ذلك الرجل أم ذهب عقله فى نزهة ؟
تنهدت ثم قلت فى نفسي" يا عم غور ، مش نقصاك نكسب مين بس ، عمرنا ماهنكسبهم هناك !" فى خلال هذه الأثناء أرسل الحضرى كرة طويلة من الرست هاوس إلى رأس فلافيو الذى حولها إلى قدم أبو تريكة فسدد الأخير كرة طائرة إلى مرمى حارس الصفاقسى التونسى فطار معها جميع من فى القهوة كرائدى فضاء من وكالة ناسا وقد حلقوا فى غرف لفقدان الجاذبية .
أصابت الجميع هيستريا جعلت المشهد أشبه بمولد سيدى العريان وأخذت أقبل ذلك العجوز فى مشهد ساخن حذفته الرقابة من المقال . دار بذهنى هذا الشريط وأنا أفتك بمانجاية "فص عويس" جالسا فى ردهة منزلنا مع والدى نشاهد برنامج توك شو شهير للمذيعة هالة أوكسجين (ليه تروح السيرك لما ممكن تتفرج على هالة؟) فى الوقت نفسه الذى تلعب فيه مباراة القمة بين الأهلى والزمالك .
لم يأبه أبى رغم كونه زمالكاويا متعصبا بتقدم الزمالك فى الشوط الأول ولم نسمع هدير جيراننا الأهلاوية فى الشقة المجاورة حينما أحرز بركات هدف التعادل .
لم يصرخ أخى مع كل فرصة سهلة يهدرها عماد متعب أمام مرمى عبد الواحد (أنا ماشفتش الماتش بس أكيد متعب ضيع فرص) . لم أمارس رخامتى وكلاحتى المعتادة فى البعث برسائل إلى أصدقائى الزمالكاوية من نوع (مفروض يقفلوا نادى الزمالك ويعملوا بداله مزرعة دواجن ، عمركو ما هتكسبونا يا بوابين ...الخ)
لم أكتب على الفيسبوك أو تويتر أى تعليق عن المباراة ولم أشاهد فيديو واحد عن أهدافها .
لم يشعل الألتراس الشماريخ احتفالا بوصول الأهلى للدور قبل النهائى لبطولة أفريقيا .
رحل معظم مشجعى كرة القدم بعد مجزرة بورسعيد على يد بلطجية ورحل من تبقى منهم علي يد لاعبى الأهلى ولم يعد هناك من يشجع لاعبى كرة القدم فى مصر .
فى تالتة شمال أشجع أبطال بس خسارة راحوا شجعوا حبة عيال و شوية أندال ..فريق رخيص فريق وضيع أديله عمرى وبرضو يبيع ...