أكد عدد من السياسيين والمهتمين بالشأن العام في مصر رفضهم لفكرة سفر المنتخب المصري الأوليمبي لكرة القدم إلي «القدسالمحتلة» للقاء نظيره الفلسطيني وديا، واعتبر عدد من السياسيين أن الدولة تضغط من أجل سفر المنتخب رغبة في «إرضاء إسرائيل» حتي إذا كان هذا الأمر علي حساب الرفض الشعبي للسفر إلي إسرائيل مع ملاحظة أن اللقاء يأتي في وقت قررت فيه إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي إلي قائمة التراث اليهودي مع استمرارها في محاولات تهويد مدينة القدس. أمين إسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة يري أن أجهزة الدولة في مصر تضغط من أجل التطبيع مع «الكيان الصهيوني» وكسر إرادة المقاومة لدي الناس بداية من اتفاقية الكويز ومرورا بالجدار العازل علي الحدود مع غزة وحتي سفر المنتخب الأوليمبي بتأشيرات إسرائليية إلي القدس، وأضاف «مذكرات السفير الاسرائيلي السابق في مصر كلها تؤكد أن نظام الرئيس مبارك يثق في نتنياهو ويحاول إرضاء إسرائيل بكل السبل» قائلا: الأمر واضح وهو أن رضاء إسرائيل هو السبيل الوحيد لرضاء الولاياتالمتحدةالأمريكية علي سيناريو التوريث. و قال إسكندر إن الدولة في مصر تندفع نحو تمكين العلاقات مع إسرائيل عبر كل السبل ومنها بالطبع سفر المنتخب الأوليمبي، مطالبا اللاعبين برفض هذه الزيارة والامتناع عنها. من جانبه قال سعد عبود عضو مجلس الشعب وعضو مجلس نقابة المحامين إن هذه الزيارة تعتبر «انفلاتا عن الإجماع الشعبي الرافض للتطبيع مع إسرائيل» علي حد قوله، مضيفا «أطالب كل اللاعبين برفض هذه الزيارة لأنه منتخب شعبي مثله مثل كل المؤسسات الشعبية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل». لافتا إلي أن نظام الحكم لديه التزاماته حسب اتفاقية السلام، أما كل المؤسسات التي تعبر عن الناس فهي ملك للشعب وليس لنظام الحكم. و قال عبود حتي لو دخل المنتخب المصري بلا تأشيرات إسرائيلية فإنه سيمر من مطار إسرائيلي وستشرف إسرائيل علي كل الانتقالات الخاصة بالمنتخب بداخل الأرض المحتلة، لافتا إلي أن تطبيع العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة بعد فترة انقطاع بدأ بالرياضة. معتبرا أن كل ما يجري هو محاولات لضم إسرائيل إلي الشرق الأوسط في كل المجالات السياسية والاقتصادية وحتي الرياضية. أما عبد الغفار شكر القيادي اليساري فقد اعتبر المباراة دعما للسلطة الفلسطينية في مواجهة حركة حماس، لكنه تساءل: هل ستتم الزيارة بتأشيرات إسرائيلية أم لا؟! مطالبا المثقفين العرب بالدخول في حوار حول هذا الأمر قائلا: هل زيارة الأراضي الفلسطينية بدون الحصول علي تأشيرة إسرائيلية يعتبر تطبيعا أم لا؟! مضيفا هند صبري سافرت إلي الأراضي الفلسطينية دون تأشيرة إسرائيلية كسفيرة للنوايا الحسنة، وهو أمر يحتاج منا إلي دراسة متأنية، ولكن حتي يتم هذا الأمر فإن شكر قد أكد رفضه للزيارة واللقاء الذي ينوي المنتحب المصري تنظيمه مع المنتخب الفلسطيني أو أي صورة من صور اختراق الموقف الرافض للتطبيع. وأكد شكر كذلك أن كل المعلومات المتوافرة تشير إلي أن هناك رغبة مصرية في دعم السلطة الفلسطينية عبر هذه المباراة.