«استجابة مصرية متأخرة»، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية افتتاحيتها التى انتقدت فيها رد الفعل المصري الرسمى والسياسى المتأخر على اقتحام السفارة الأمريكية فى القاهرة. وقالت الصحيفة الأمريكية: «كان ينبغى أن يكون الرد من الرئيس المصرى محمد مرسى على قتل السفير الأمريكى فى ليبيا والهجمات على سفارة القاهرة سريعا وقاطعا، بأن يدين العنف ويقدم التعازى الصريحة عن القتل ويتعهد بتعزيز أمن البعثات الخارجية، خصوصا أن هذا ما فعله قادة ليبيا».
وتابعت «نيويورك تايمز»: «بدلا من ذلك، اكتفى مرسى فى بادئ الأمر بإصدار توبيخ خفيف لمثيرى الشغب فى حسابه على (فيسبوك)، وكان اهتمامه الأساسى منصبا على الهجوم على هذا الفيديو والفيلم المعادى للإسلام، الذى كان هو ذريعة كل الاحتجاجات الأخيرة. وانتظر حتى تلقى يوم الخميس اتصالا هاتفيا من الرئيس أوباما قبل أن يصدر إدانته الشخصية لمقتل السفير كريستوفر ستيفنز و3 أمريكيين آخرين فى ليبيا».
واستمرت قائلة: «السيد مرسى لا يزال يحاول أن يحقق التوازن بين القوى السياسية المتنافسة على الساحة المصرية، بين حزبه وجماعته، الإخوان المسلمين، والسلفيين الأكثر تشددا، وكلاهما لهم تاريخ طويل من كراهية الولاياتالمتحدة، ورضخ لأن يقوم الإخوان والسلفيون بتهدئة الأجواء يوم الخميس على أن يصعدوها يوم الجمعة بالتخطيط لمزيد من الاحتجاجات، لكن كان يجب عليه أن يقطع الشك باليقين ويؤكد أنه لن يتسامح مع أى عنف مستقبلى».
وقالت الصحيفة إنه بعيدا عن ذلك لا توجد فرصة تُذكَر لإنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية المتفاقمة، والولاياتالمتحدة قدمت لهم خلال هذا العام ما يصل إلى مليارَى دولار دعما، رغم رفض عدد من أعضاء الكونجرس الذين يطالبون بوضع حد لها. وتطرقت الصحيفة فى ختام افتتاحيتها إلى الرسالة التى أرسلها نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر وقالت: «الشاطر، أحد كبار قادة الجماعة، أرسل رسالة إلى رئيس تحرير الصحيفة معربا عن أمله أن يواصل الأمريكيون والمصريون العمل على ما بنوه من علاقات قوية الأشهر القليلة الماضية، وأن لا تتأثر بما حدث هذا الأسبوع، ونحن نأمل هذا حقا، ولكن على كلا البلدين أن يدفع ثمن سماحه للمتطرفين بإحداث تباعد بينهما والتأثير على العلاقات المصرية-الأمريكية».