فشلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في كسب تأييد البرازيل لفرض عقوبات جديدة على إيران، وقالت إن طهران لن تتفاوض مع المجتمع الدولي بجدية إلا بعد اتخاذ الأممالمتحدة إجراءات ضدها. ولكن الرئيس البرازيلي استبق لقاءها بالحث على التفاوض مع إيران، وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قبل أن يلتقي بكلينتون، إنه "ليس من الحكمة دفع إيران إلى الزاوية، الحكمة إجراء مفاوضات معها". وأعرب لولا دا سيلفا عن ضرورة الحذر من التوجه الذي تقوده الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا نحو فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي الذي يخشون أن يكون غطاء لصنع سلاح نووي. وكرر وزير الخارجية البرازيلي سيرسو أموريم أن البرازيل تشعر أن الموقف ما زال يسمح بشهرين أو ثلاثة أشهر أخرى من المفاوضات مع إيران. وقال أموريم في مؤتمر صحفي مع كلينتون "ما زالت لدينا إمكانية للتوصل إلى اتفاق، لكن ذلك قد يتطلب الكثير من المرونة لدى الجانبين، ببساطة لن ننحني أمام الإجماع الذي بدأ ينشأ إذا لم نوافق". وأعربت كلينتون عن خيبة أملها من موقف البرازيل، وقالت إن المفاوضات مع إيران أثبتت عدم جدواها. وأضافت أن "الباب مفتوح للتفاوض، لم نوصده أبدا لكننا لا نرى أحدا يسير نحوه ولو من بعيد". وقالت كلينتون التي تقوم برحلة في أمريكا اللاتينية "شخصيا أعتقد أن إيران لن تتفاوض بصدق إلا بعد أن نقر عقوبات مجلس الأمن، هذا ما أعتقد وهذا ما تعتقده إدارتنا. إنه بمجرد أن يتحدث المجتمع الدولي بشكل موحد عن قرار فسوف يأتي الإيرانيون ويبدؤون التفاوض". وحثت وزيرة الخارجية الأمريكية الدول على الحذر من طمأنة إيران لهم بأن برنامجها سلمي النوايا، وقالت "رأينا إيران التي تجري إلى البرازيل وإيران التي تجري إلى تركيا وإيران التي تجري إلى الصين لتقول كلاما مختلفا لأشخاص مختلفين لتفادي العقوبات الدولية". وتأتي زيارة كلينتون إلى البرازيل في ظل سعي الدبلوماسيين الأمريكيين إلى حشد دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي حول فكرة أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراء ضد إيران التي تحدت مطالبات الأممالمتحدة لها بوقف تخصيب اليورانيوم. وفي نفس السياق، اتهمت الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي إيران -في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأربعاء- بخرق قواعد الشفافية بتسريع عملية تخصيب اليورانيوم دون رقابة الأممالمتحدة، وقالت إن سلوك إيران "المستفز" يدعو إلى المزيد من العقوبات. ولكن طهران نفت الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إن أهداف برنامجها سلمية خالصة، وانتقدت المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بشأن تصريحاته عن برنامجها النووي. ورغم أن التركيز منصب أكثر على روسيا والصين اللتين تملكان حق الاعتراض على أي قرار لمجلس الأمن، فإن الولاياتالمتحدة تأمل في كسب تأييد الدول الرئيسية ذات العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، مثل البرازيل وتركيا لبناء جبهة لمواجهة إيران.