ناشد الدكتور "هشام قنديل" - رئيس مجلس الوزراء - المواطنين ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، محذرا من أنه إذا لم يتم ترشيد الطاقة اختياريا في الوقت الحالي فسيكون الترشيد إجباريا مستقبلا، بحيث لا يمس المواطن البسيط. وقال الدكتور "هشام قنديل" في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية، إن تعاملنا مع الموارد الطبيعية في مصر غير مقبول لأننا نستهلك جميع احتياجاتنا من الغاز والبترول.
وأشار "قنديل" إلى أن الحمل الأقصى في الاستهلاك بلغ هذا العام 27 ألف ميجاوات وبلغ معدل الزيادة في الاستهلاك نحو 12 % مقارنة ب 7 % مما كان مخططا، مضيفا أن معظم هذه الزيادات يقع في قطاعات غير منتجة ويواجه قطاع الكهرباء منذ أكثر من ثلاث سنوات عجزا دائما بنحو 10%.
واستعرض "قنديل" ما حدث أمس الأول من انقطاع الكهرباء لفترة طويلة، ووصفه بأنه كان حادثا استثنائيا نتيجة فصل لإحدى الدائرتين المغذيتين للقاهرة الكبرى من ناحية العاشر من رمضان، مما أدى الى زيادة الأحمال على الدائرة الأخرى تسبب في خروجها عن العمل، وبالتتابع حدث خروج دوائر أخرى ومحطات التوليد ومحطات المحولات التي تغذي القاهرة نتيجة الأحمال وانخفاض التردد.
وقال الدكتور "قنديل"، إن هذه الأحداث استغرقت نحو 7 دقائق مما أدى إلى انقطاعات في القاهرة الكبرى، وتم إعادة خطوط الكهرباء بالشبكة القومية خلال 15 دقيقة والبدء في إرجاع بعض الأحمال، وكذا البدء في إدخال محطات التوليد في مدة أقل من ساعة ورجوع التيار الكهربائي للأحياء في فترة تتراوح من 3 : 4 ساعات.
وأكد رئيس الوزراء، أن هذا الحادث يؤكد على ضرورة وجود تغذية احتياطية عن طريق وحدات الديزل للمؤسسات الحيوية مثل البنوك والمستشفيات والبورصة ومترو الأنفاق، موضحا أنه تم تشكيل لجنة فنية من أساتذة كلية الهندسة لإعداد تقرير مفصل عن الحادث وملابساته واقتراح الحلول اللازمة لعدم تكرارها مستقبلا ، على أن يتم عرض التقرير عليه خلال أسبوع.
وقال "قنديل"، إن محطتي كهرباء ستدخلان الخدمة بداية شهر سبتمبر المقبل بقدرة 1150 ميجاوات، واستعرض "قنديل"، تجارب العديد من الدول التي واجهت مشاكل مماثلة، موضحا أن زيادة القدرات الكهربائية إذا لم تصاحبه إجراءات ترشيد لم يكن الحل الأمثل، وإنها لاتزال تواجه عجزا في الطاقة، لذا فإن المواطن المصري الذي نعول عليه في المرحلة الحالية وعلى وعيه وإدراكه لأهمية ترشيد الطاقة في كافة أوجه الإستخدام عليه دور في المرحلة القادمة، فإذا أردنا أن نبين للمواطن مدى أهمية مشاركته بإيجابية في برامج الترشيد، فنجد أنه إذا أطفأ المواطن لمبة واحدة قدرتها 40 وات في وقت الذروة وكان عدد المشتركين الذين سيشاكوا في ذلك 25 مليون مشترك نجد أن ما يمكن توفيره حوالي 1000 ميجاوات، وهناك إجراءات كثيرة مثل شراء أجهزة موفرة أو تركيب لمبات موفرة أو عدم وضع الأجهزة على وضع (الاستعداد) والذي يستهلك الجهاز فيه 10 % من الاستهلاك المقنن له.
وأوضح "قنديل" أنه كلف وزارة الكهرباء والطاقة بعقد اجتماعات مستمرة للتخطيط المسبق لبرامجها للعام القادم وعمل الصيانات والعمرات اللازمة للمحطات خلال الشتاء لتخفيض مشاكل الصيف القادم.
وقال"قنديل" إننا لانصدر كهرباء للخارج باستثناء كمية بسيطه تصدر لغزة لاتزيد عن 22 ميجاوات يوميا وتتحمل تكلفتها جامعة الدول العربية بالكامل، وبالنسبة للغاز فان أغلب إنتاج مصر يضخ في الشبكات بإجمالي 5ر5 مليار قدم مكعب يوميا.
وأوضح أن عقود تصدير الغاز توقفت حاليا باستثناء كمية تصدر للأردن لا تمثل ثلاثة في الألف مما ننتجه بهدف إبقاء الخط في حالة جيدة، مضيفا إننا نستهلك كامل إنتاجنا من الغاز في السوق المحلي في الصناعة وتوليد الكهرباء والاستهلاكات المنزلية وأن 80% من المحطات لدينا تعمل بالغاز 20% مازوت.
وأشار "قنديل" إلى الجهود المبذولة للتغلب على النقص في الكهرباء، حيث أوضح أن الصيف القادم سيشهد إضافة 3000 ميجاوات إضافة إلى رفع كفاءة بعض المحطات الموجودة.