كشفت وثائق سرية حجبها رئيس التحقيق فى غزو العراق جون تشيلكوت أن الخارجية البريطانية حذرت رئيس الوزراء السابق تونى بلير من أن الحرب على العراق غير قانونية قبل اندلاعها بعامين ، وأنها قد تسهم في تفكيك العراق وإيقاع خسائر كبيرة. ونقلت قناة (الجزيرة) الفضائية اليوم الثلاثاء عن صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية التي حصلت على نسخة من هذه الوثائق أن مدى معارضة الحكومة البريطانية للسياسة التي أيدها بلير يطفو على السطح قبل ثلاثة أيام من مثول خليفته جوردون براون أمام لجنة تحقيق تشيلكوت حيث يسأل عن دوره في قرار الحكومة بالغزو. وقالت الصحيفة إن مسؤولا رفيع المستوى في الخارجية البريطانية أعد وثائق إستراتيجية سرية بنهاية العام 2000 وتنشر اليوم للمرة الأولى. وتبحث وثيقة إستراتيجية المستقبل في خيارات التعاطي مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهي تعد إحدى الوثائق الأساسية التي رفض تشيلكوت الكشف عنها ، وحسب الوثيقة فإن سياسة "قلب النظام" قد طرحت ، ولكنها لقيت رفضا قاطعا. ولدى تحليلها للخيار العسكري، تشير الوثيقة إلى أن مثل تلك السياسة لا تحتاج إلى دعم دولي مفيد ، ولكن نجاحها يتوقف على القيام بعمل عسكري شامل ربما يصل إلى الغزو البري ، وهذا من شأنه أن يوقع خسائر كبيرة وربما يفكك العراق ، ويلحق بالتالي ضررا بالمصالح البريطانية في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوثيقة تلقي بظلال الشك على زعم بلير بأن استخدام القوة للاطاحة بصدام حسين قد طرح للنقاش فقط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وتعزز الضغط على التحقيق لدعوة بلير مجددا لتقديم المزيد من الإيضاحات في الصيف.