كيف لفتاة رقيقة مثلها أن تمسك تلك الكاميرا الثقيلة «وزنها 700 جرام»؟ كيف كان لها أيضا أن تكون شاهدة على كل هذا الرعب «جريمة قتل مرة واحدة»، فريدة فعلت كل هذه الأشياء وأربكتنا معها وهى تبكى متأثرة بموت صديقيها قتلا أمام عينيها، وأمام عدسات كاميراتها فى مسلسل «فيرتيجو». هند صبرى أتقنت دور المصورة الفوتوغرافية فريدة، وردت على كل من شكك فى قدرتها على تقمص الشخصية التى كانت لرجل حينما كتب أحمد مراد روايته «فيرتيجو» قبل ست سنوات. القصة تدور حول مصور تتبدل حياته بعد أن يشاهد حادثة قتل فى بار بالمصادفة، ومن خلالها تتكشف جوانب فساد كثيرة فى المجتمع المصرى. كل من قرأ الرواية يدرك تماما كيف استطاع مؤلفها أن يجعله يتعلق ببطل روايته أحمد كمال على الصعيد الإنسانى جدا نظرا للتفاصيل التى ذكرها، التى تتعلق بحياته العائلية وكذلك بسبب طريقة السرد الممتعة، هذا الأمر فى البداية بدا وكأنه ليس فى صالح هند صبرى التى قررت أن يتم تعديل شخصية البطل لتلائمها هى كامرأة ثم تقدمها فى عمل تليفزيونى، فوقتها انتشرت دعوات من محبى الرواية بالتراجع عن هذا الأمر وترك الشخصية كما هى، كما توقع البعض أن تكتفى هند بتجسيد دور حبيبة البطل، ومع إصرار فريق العمل على إتمام المشروع وقف كثيرون يتفرجون على الحلقات، وهم ينتظرون فشلها، إلا أنه بمجرد ظهور هند صبرى فى المسلسل أزالت كل الشكوك، وجعلت الجميع يصمت حتى تنتهى هى من عزفها، خصوصا أنها اكتسبت تعاطفا مضاعفا، نظرا لأن كل تلك الأحداث عندما تواجهها فتاة ذات طبيعة إنسانية وجسمانية ونفسية مختلفة عن الرجل ستظهرها أكثر ضعفا وتجعل المشاهد يفكر فى مشكلتها التى تكتسب هنا أبعادا أخرى مختلفة عن الراوية، خصوصا مع اللفتة الذكية التى قام بها محمد ناير كاتب سيناريو العمل وهى التعريف فى بداية الأحداث بخلفيات البطلة وعلاقتها بأبيها وأختها. محمد ناير هنا يوضح لنا ظروف اتخاذهم قرار تغيير دور البطل فى المسلسل من رجل إلى سيدة، حيث قال إن هذا الأمر ليس له علاقة بالكلام المغلوط عن أن السبب فيه شركة الإنتاج، وأضاف المخرج عثمان أبو لبن: «استقررت منذ فترة على تحويل فيرتيجو إلى مسلسل، وعندما جلسنا سويا قررنا كفريق عمل أن نضيف شيئا مختلفا هو تحويل دور البطل إلى بطلة، فمع إسناد الدور إلى ممثلة سنقول للمنظرين اللى بيتكلموا إن فى ست فى وسط المجتمع الذكورى اللى عايشين فيه ده هى اللى جابت حق اللى ماتوا». محمد ناير أكد أيضا أن فكرة إسناد البطولة إلى فتاة يتعلق بالرغبة فى زيادة التعاطف معها، مشيرا إلى أن علاقته جيدة جدا بمؤلف الرواية، خصوصا أنه استشاره فى عديد من التفاصيل. إلى هنا ينتهى كلام ناير الذى يشير إلى أننا سوف نتابع حلقات أكثر تشويقا، وذات أبعاد إنسانية أكبر.