كانت المحكمة الدستورية واضحة فى حكمها التى أصدرته أول من أمس بوقف تنفيذ قرار رئىس الجمهورية بعودة مجلس الشعب المنحل، وتعديه على حكم «الدستورية» السابق بحل المجلس لمخالفة القانون الذى أُجريت الانتخابات به دستوريًّا. وأوضحت المحكمة حقها فى هذا القرار بشكل واضح وصريح دفاعا عن وجودها وضد أى انتهاكات حتى لو كان من رئيس الجمهورية. وقالت المحكمة إنها الوحيدة التى تفصل دون غيرها فى جميع المنازعات المتعلقة بتنفيذ الأحكام والقرارات الصادرة منها، ولا يترتب على رفع المنازعة وقف تنفيذ ما لم تأمر المحكمة بذلك حتى الفصل فى المنازعة.
أما الرئيس مرسى فما زال غير واضح فى تصريحاته وقراراته.
ولا أحد يعرف هل كان قراره بعودة مجلس الشعب قد صدر عنه أم أنه تم صنعه فى مكتب إرشاد الجماعة بالمقطم التى ينتمى إليها أو فى مكتب المهندس خيرت الشاطر الذى يسيطر على الجماعة الآن -وهو الذى قدم محمد مرسى رئيسا- فى مدينة نصر.
لقد انتهك الرئيس القانون، وحنث باليمين الدستورية التى ألقاها ثلاث مرات، وكانت الرسمية أمام المحكمة الدستورية التى أصدرت حكمها وتحافظ عليه وما زالت تحمى دولة القانون حتى الآن ولها التحية على ذلك.
وما زال محمد مرسى ينتهك القانون ودولة العدالة التى نادت بها الثورة.
وما زال صامتا على حكم المحكمة التى أصدرت حكمها بوقف قراره بإعادة مجلس الشعب المنحل دستوريا. .. إنه موقف غريب ومريب للرئيس..
أما زال فى انتظار قرار مكتب الإرشاد وقرار المهندس خيرت الشاطر وترزية القوانين الجدد الذين يورّطون البلاد فى انتهاك القانون؟ لقد تراجع محمد مرسى عن خطابه الذى كان سيوجهه إلى الأمة مساء الثلاثاء، لكنه لم يتراجع عن قراره بإعادة مجلس الشعب المنحل، ولم يتراجع عن انتهاكاته للقانون.
إن الرئيس مرسى يسير فى اتجاه تقسيم البلاد كما فعلت جماعته وحلفاؤها سواء كانت من التيارات الدينية أو حتى العسكر فى استفتاء مارس 2011.
ألم يقولوا وقتها إن من يرفض الترقيعات الدستورية هم من الكفار؟ بل وصل الأمر ببعض قياداتهم أن يطالبوا المواطنين الذين صوّتوا ب«لا» بالبحث عن بلد آخر.
وللأسف الشديد هناك من يلتفّ حول مرسى الآن ويعتبر أن قراراته ضد العسكر.. وهو ضحك على الذقون فالرجل شكر العسكر وقدّرهم.. وهم قدموا له التحية والولاء والطاعة.
إنه عبث.. فالإخوان والعسكر وجهان لعملة واحدة، الاثنان لا يختلفان فى طريقة عملهما، فهما محافظان، يسعيان إلى مصالحهما الشخصية، ودعكم من أنهم ثوريون أو حافظوا على الثورة أو «ثوار أحرار.. هيكملوا المشوار».
إن الاخوان يريدون التمكين من الآن وبشكل سريع، فالرئيس لديهم، والحكومة على وشك.. ودعكم من حكاية شخصيات مستقلة فى الحكومة، وحتى لو فعلوا ذلك ستكون شخصيات باهتة تابعة.. واللجنة التأسيسية يسيطرون عليها ليضعوا دستورا على مقاسهم لا لصالح مستقبل هذه الأمة، ويريدون عودة مجلس الشعب بالكتاتنى.. هكذا يخطفون البلد، ويديرونه على مقاسهم.
فما زالوا يتعامون كتنظيم سرى يريد السيطرة على البلد.
.. لم يتعلموا بعد من الثورة.
.. لم يتعلموا من الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الكرامة والحرية والعدالة.