أكد الدكتور محسن باجنيد رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة الأميركية ، أن الربيع العربي لم يكتمل بعد وأنه مازال يحتاج إلى بعض الوقت ، معربا عن تفاؤله الشديد بقدرة الربيع العربي على إزالة الديكتاتوريات العسكرية التي دمرت الاقتصاد العربي على مدى عقود. وشدد باجنيد -فى ندوة أقامها الصالون الإعلامي بالتعاون مع المجلس الإعلامي الكويتي المصري ، تحت عنوان "مابعد الربيع العربى " - على أن أهم مكسب من مكاسب هذا الربيع هو ظهور قيادات شابة في المشهد العربي وقال "ولكن الأهم هو العمل وفق أهداف استراتيجية محددة وعدم تكرار ما عانينا منه قبل الثورة وهو العمل بلا رؤية ولا أهداف ، وأن التركيز على التعليم والبحث العلمي والاقتصاد أمر ضروري وحتمي ، خصوصا أن الحالة الاقتصادية خارج دول الخليج بالنسبة للعالم العربي كانت قد وصلت للحضيض رغم أن العالم العربي يتمتع بإمكانيات بشرية وطبيعية ممتازة". وأكد أهمية وجود تكامل اقتصادي عربي في ظل توجه العالم الآن إلى التكامل الاقتصادي بين الكتل الدولية المختلفة وأنه لا مستقبل للعالم العربي بدون تكامل اقتصادي حقيقي بين دوله. من ناحية أخرى أشار باجنيد إلى أن الثروة البشرية التي يمتلكها العالم العربي تعتبر هي الأهم من عوامل النهوض الاقتصادي ثم يأتي بعدها جذب الاستثمارات الخارجية والبنية التحتية ومحاربة الفساد إضافة إلى التخطيط الاستراتيجي المحدد الأهداف ووجود إعلام حر وبناء ومراقبة الجودة وتشجيع المشروعات الصغيرة ومحاربة الاحتكار. كما أشار إلى أن الكثير من القرارات السياسية مبنية على قرارات ورؤى اقتصادية ، ومازال العالم لم يتعاف من نكسته الاقتصادية ولم يخرج من الأزمة المالية بشكل كامل ، مؤكدا أن دول الشرق الأقصى وأميركا الجنوبية هم من سيقودون عملية النمو الاقتصادي العالمي على المدى الطويل. من جانبه ، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.شفيق الغبرا أن تسمية "الربيع العربي " هي تسمية غربية في الأساس وأن الحقيقة هي أن العالم العربي يشهد سلسلة من الثورات لها أسبابها التاريخية المعروفة من ديكتاتورية في الحكم وقمع وقهر للحريات وجهل وفقر وخلافه . وأشار الى أن هذه الثورات العربية تأتي من خارج الأطر التقليدية المعروفة ، وأن العالم العربي يعيش لحظة ثورية لها تأثيرها على كل المجتمعات العربية ، مؤكدا أن مصر تمثل جزءا أساسيا وجوهريا من المشهد الثوري العربي بما لها من ثقل تاريخي وعمق سياسي واستراتيجي للمنطقة العربية. وحول نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية واختيار د.محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية قال الغبرا " لأول مرة هناك رئيس لا يخطئ في اللغة العربية ومعه دكتوراه في الهندسة ولا يرتدي الزي الكاكي وينتمي لروح هذه المنطقة ، وكل هذه الأبعاد تتمثل في رئيس مدني متعلم مثقف أتى به الشعب المصري بإرادة حرة " . وطالب بضرورة التمعن في المشهد السياسي المصري وتطوراته التي أتت برئيس من جماعة الإخوان المسلمين ، حيث اعتبر أنه في ظل هذا التغيير الكبير فإن هناك فرصة كبرى لتحقيق الديموقراطية بشكل حقيقي والتعلم من التجربة وتصحيح المسار ، مشيرا الى أن الثورة المصرية ألغت مسألة الحزب الطليعي الذي يسيطر على المشهد السياسي ولن يستطيع تيار أن يسيطر أو يحتكر في ظل كل هذا الحراك الذي يموج به الشارع السياسي المصري وفي ظل وجود هذا الجيل من الشباب. وأشار إلي أن التحدي الأكبر للرئيس المصري هو علاج إشكالية العلاقة بين المدنيين والعسكريين ، مشددا على أن الجيش المصري قد حافظ على وحدة مصر أثناء الثورة وحقن الكثير من دماء المصريين ولا يمكن ابدا انكار ذلك . كان الصالون الإعلامي بالتعاون مع المجلس الإعلامي الكويتي المصري قد عقد ندوة "ما بعد الربيع العربي "، لتناقش تفاصيل المشهد المضطرب الذي يعيشه العالم العربي سياسيا واقتصاديا في عدد من الدول التي مر بها قطار الربيع ، وإلقاء الضوء على التأثيرات الحالية والمستقبلية التي سببتها الثورات العربية في عدد من الدول العربية وتأثير ذلك إقليميا ودوليا من الناحيتين السياسية والاقتصادية .