تعددت ردود الفعل الإسرائيلية على فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، وأصدر مكتب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء تل أبيب بيانا جاء فيه» دور إسرائيل تقدر المسيرة الديمقراطية في مصر وتتوقع استمرار التعاون مع النظام المصري على أساس اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين الدولتين والتى هى مصلحة لكلا الشعبين، وتسهم في استقرار المنطقة». بينما عقبت شيلى يحيموفيتش زعيمة المعارضة الإسرائيلية على الأمر قائلة «رغم الموقف المعقد، على تل أبيب فتح حوار مع الرئيس المنتخب فى القاهرة، ويجب أن نتمنى لمصر أن تتضمن ديمقراطيتها إصلاحات اقتصادية واجتماعية لأبناء الشعب المصري وحقوق الإنسان».
وبعنوان «رغم وعود مرسي بالسلام.. تل أبيب خائفة»، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي «جالى تساهال» إن الأخير تعهد بالحفاظ على الاتفاقيات الموقعة، لكن أوساطا سياسية إسرائيلية أبدت تشاؤمها من الأمر.
ونقلت عن الوزير السابق بنيامين بن إليعازر -المقرب من الرئيس المخلوع مبارك- قوله إن نظام مرسي من شأنه أن يكون سيئا لإسرائيل، لافتا إلى أن مرسى سيخسر كثيرا إذا ما ساءت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، لهذا فإن عامل الوقت هو العنصر الأهم الآن، وعلينا أن ننتظر بصبر، لمعرفة التطورات الجديدة، والحفاظ على قنوات مفتوحة مع النظام الجديد.
كما أشارت «جالى تساهال» إلى أن المصريين والإسرائيليين أيضا يعلمون أن مرسى لن يكون رئيسا حرا وقويا مثلما كان سلفه مبارك، فالمجلس العسكرى يملك القوة والصلاحيات، ولن يسارع بالتنازل عنهم، لهذا فالقوة التى بيد مرسي محدودة، خصوصا مع عدم وجود دستور جديد، وفي ظل حل البرلمان.
وبعنوان فرعى «مخاوف فى إسرائيل من صعود الإسلاميين»، قالت الإذاعة إن التخوفات من صعود الإخوان للحكم شديدة داخل تل أبيب، ونقلت عن النائب البرلمانى عوتنيئيل شنلر -كاديما- دعوته الحكومة الإسرائيلية إلى التعامل بحذر فى ما يتعلق بالوضع فى القاهرة قائلا «نحن ملزمون بالتعامل بحرص إزاء الانتخابات المصرية، فأى تعليقات من جانبنا اليوم قد تؤثر على العلاقات مع القاهرة غدا، حتى لو لم يكن كل الإسرائيليين فرحين بالانتخابات، علينا كديمقراطيين مباركة العملية الديمقراطية المصرية، وتمنى علاقات طيبة مع القاهرة في المستقبل».
ولم تغب الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية عن مشهد التعليقات على فوز مرسى بالرئاسة، حيث نقلت صحيفة «جلوبز» الإخبارية العبرية أمس عن الدكتور جاى بخور، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بمركز هرتسيليا للأمن القومى الإسرائيلى، قوله إن «نتائج الانتخابات المصرى معناها أن القاهرة تعزل نفسها عن العالم الغربى، وستضطر إلى مواجهة الوضع الاقتصادى الصعب.
وأضاف بخور أنه في ضوء الوضع المتأزم بالقاهرة فإن الرئيس المقبل لن يلتقت لتل أبيب، فأمامه المشكلات الاقتصادية، والوضع الداخلى المتدهور، موضحا أن القاهرة تقترب من مرحلة سيصعب عليها فيها شراء الخبز، ماذا سيفعل وقتها مرسى حينما يتهمه المصريون بالتسبب فى المجاعة، يوجد فى مصر 90 مليون شخص، وليس عندها نفط، وهى تعتمد على السياحة والمعونة الأمريكية».
ولفت الأكاديمى الإسرائيلي إلى أن مرسي سيدخل فى صراع قوى مع الجيش، خصوصا مع الصلاحيات التى حصل عليها الأخير، مضيفا أن الحليف الوحيد لمرسى هو الشارع المسلم»، وختم بخور تصريحاته بالقول إن الانتخابات المصرية لم تزد الشرق الأوسط استقرارا، مضيفا أن ما يحدث هو الثمار غير الناضجة للربيع العربى، وكل من هلل للديمقراطية فى مصر وعلى الفيسبوك يرى أن الربيع العربى يتحول إلى خريف إسلامي.
من جانبها نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مصادر أمنية بتل أبيب قولها إن هناك تخوفات من اكتساح الإخوان المسلمين للشرق الأوسط، مضيفين أن مرسى سيحافظ على اتفاقية كامب ديفيد، لكنه سيزيد العلاقات بين الجانبين جمودا، موضحين أن الأخير سيتعامل مع تل أبيب بطريقة تشبه التى يتعامل بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، محذرين أيضا من قيام إيران ثانية على الحدود الجنوبية لإسرائيل.