أثار فوز الدكتور "محمد مرسى" - رئيس حزب الحرية والعدالة بمنصب رئيس الجمهورية - ردود فعل متابينة في الأوساط القبطية، فبين الموقف الرسمي للكنائس المصرية الثلاثة التي بعثت ببرقيات تهنئ "مرسي" بفوزه، هنأه أيضا شباب الحركات الشبابية المدنية القبطية، لكنهم أوضحوا أنهم سيقفون في صفوف المعارضة له من أجل مستقبل مصر. فقد أرسل مساء أمس - الأحد - كلا من الأنبا "باخوميوس" القائمقام البطريركي بالكنيسة الأرثوذكسية، الدكتور القس "صفوت البياضي" - رئيس الكنيسة الإنجيلية، المطران "منير حنا" مطران الكنيسة الأسقفية، وصباح اليوم - الاثنين - الدكتور القس أندريه زكي مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية، ببرقيات تهنئة إلى الرئيس "محمد مرسي"، يهنئونه على فوزه ويتمنون له أن يدبر شئون مصر للأفضل، في ذات الوقت هنأت بعض الحركات القبطية "مرسي" بفوزه منها "ائتلاف أقباط مصر" وحركة "أقباط بلا قيود".
أما "نجيب جبرائيل" - رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان - فطالب الرئيس الجديد المنتخب بالرد على ما أسماه "التهديد من بعض القيادات الإسلامية لمن أعطوا صوتهم للفريق شفيق وخاصة الأقباط".
كما طالب في بيانه الصادر اليوم بالرد على "ما يردده بعض الإخوان المسلمين في المحافظات مثل الإسماعلية والمنيا وبني سويف من المطالبة بتغيير اسم جمهورية مصر العربية وتسميتها (بولاية مصر الإسلامية) التابعة للخلافة الإسلامية وعاصمتها القدس، كذلك "التسمية التي أطلقها بعض الإسلاميين على الرئيس المنتخب بدلا من الرئيس محمد مرسي إلى مولانا الرئيس مرسي".
وأن يرد على "ما ينتاب الأقباط من مخاوف وخاصة البنات المسيحيات من محاولة فرض الزي الإسلامي عليهن".
وقال ائتلاف أقباط مصر في بيان صدر عنه اليوم للرئيس "مرسي" : "يهنئكم أعضاء منظمة ائتلاف أقباط مصرالحقوقية بكامل لجانه وفروعه بمسلميه ومسيحيه على نتاج ما أفرزته الصناديق الانتخابية بأختياركم كأول رئيس مدني منتخب لمصر"، وطالبوه بأن يفي بعوده ويكون رئيس كل المصريين ويستقل عن جماعة الإخوان المسلمين المنتمي لها.
وقالوا : "فأعلم سيادة الرئيس نحن سنكون من صفوف معارضيك ليس من أجل المعارضة، لكن من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن الحبيب مصر من خلال وضعك تحت رقابة الشعب مصدر السلطة وكما قلت أنك أن لم تقم بما وعدت به فلا طاعة لك علينا".
وطالب الائتلاف "مرسي"، بالحفاظ على حقوق الإنسان، والمرأة والأقليات، تدعيم الوحدة الوطنية، إصدار قوانين ضد التمييز وتوحيد دور العبادة واحتكام غير المسلمين إلى شرائعهم، والقصاص العادل لدماء الشهداء بدء من تفجيرات كنيسة القديسين وحتى مذبحة العباسية ومحاسبة كل من تورط في إراقه دماء المصريين، والاهتمام بحال مصابين الثورة وأسر الشهداء والإفراج عن المعتقلين.
وطالب "صفوت جرجس" - مدير المركز المصري لحقوق الإنسان - الرئيس الجديد باستكمال أهداف الثورة وإعادة مسارها إلى المسار الصحيح بالحفاظ على الحريات العامة والحقوق وترسيخ دعائم المواطنة وتحقيق المواطنة الكاملة للأقباط والمرأة.
كما طالب كل من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بعدم فرض أي وصاية على "مرسي" وأن يكون رئيسا لكل المصريين، وأن يحترم "مرسي" الإعلان الدستوري المكمل بكل ما به من قيود على المنصب الرئاسي حتى تمر المرحلة الانتقالية بهدوء.