"كانت سماء العاصمة صافية، والشماسي مفتوحة لحجب أشعة الشمس والناخبين في انتظار الإدلاء بأصواتهم وسط رجال الشرطة والجيش"، هكذا لخص "جيفري فلشمان"، مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في القاهرة، المشهد العام الذي سيطر على اليوم الأول من جولة الانتخابات الرئاسية الأولى أول من أمس الأربعاء. "فلشمان" قال إن يوم الانتخابات في مصر، كان مختلفا عن أي يوما آخر في هذه "الأرض المضطربة التي تغيرت من النشوة إلى الاشمئزاز إلى المرونة"، على حد قوله؛ وأضاف: "لم يكن اسم حسني مبارك ضمن قائمة الاقتراع".
وأشار إلى أن المصريين بدءوا يومين من الاقتراع في منافسة مميزة بين الإسلام السياسي المتحمس، والرؤية العلمانية المتجسدة في رجال مرتبطين بالنظام السابق، واستمر بقوله إن طموحات المصريين من خلال هذه الانتخابات، ضخمة وتكاد تكون مستحيلة، فهم يريدون قائد ينهي الحكم العسكري ويقضي على الركود الاقتصادي ويحد من ارتفاع معدل الجريمة ويعالج الإحباطات التي أصابت كثير من المصريين حول أن أهداف الثورة المصرية التي ألهمت الثوار في العالم العربي.
وتابع بقوله إن الرئيس الجديد سيكون عليه مواجهة التحديات العالمية على وجه السرعة، بما في ذلك العلاقة مع واشنطن، وتحديد مدى التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل، وفرض القاهرة كممثل أساسي في العالم العربي مرة أخرى، والتفاوض مع إيران بخصوص تهدئة الانقسامات بين المسلمين السنة والشيعة.
"فلشمان" رأى إنه إلى جانب هذا، سيتطلب الأمر من الرئيس المنتخب العديد من الإصلاحات داخل البلد، بعدما تلاشت فرحة الإطاحة بمبارك بسبب الاحتجاجات والمجازر التي امتدت لأشهر؛ مضيفا: "لا يتضح مدى السيطرة التي سيتمتع بها الجنرالات، وما إذا كان الرئيس الجديد سينشق عن الماضي، أم أنه سيكون مقيدا بجيش في الحكم منذ 1952".
واختتم تقريره بالإشارة إلى أن انتصار "مرسي" أو" أبو الفتوح" سيمنح الإسلاميين فرصة "لتأمين" فرعي الحكومة، وأن كلاهما قد يتصارع مع الجيش، أما "موسى" و"شفيق"، فقال فلشمان إنهما قد يشكلا علاقة وطيدة مع الجيش والإسلاميين.