«انتخابات تاريخية»، هكذا وصفت وكالة رويترز للأنباء بدء نحو 50 مليون ناخب مصري اختيار رئيسهم المقبل، الذي يطوي على حد قولها عقودا طويلة من حكم الفرد آخرها كانت 3 عقود، حكم فيها الرئيس السابق حسني مبارك الدولة، دون أن ينازعه أحد على حكمها. لكن الوكالة أكدت أن حالة الاستقطاب التي تعيش فيها مصر هى ما تجعل نتيجة الانتخابات معلقة، التي يخوضها 13 مرشحا، مضيفة أن طوابير الناخبين الطويلة التي احتشدت منذ الساعات الأولى لصباح أمس «الأربعاء»، كانت من أبرز المشاهد، ونقلت تصريحات من أحد الناخبين قال فيها «جئت مبكرا لانتخب رئيسا لي ولأولادي وأولاد أولادي»، وأكدت الوكالة أن هذا الاحتشاد يكشف أن المنافسة مفتوحة بين مرشحين ينتمون لتيارات سياسية ودينية مختلفة.
ثم خصصت وكالة الأنباء تقريرا كاملا تكشف فيه عن تصريحات لعدد من المواطنين عقب إدلائهم بأصواتهم، الذي افتتحته بتصريحات لمرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي عقب إدلائه بصوته في محافظة الشرقية: «المشهد الانتخابي الآن أروع ما يكون، ويعبر فعلا عن حرية حقيقية وعن إرادة مصرية واعية وأتمنى أن يستمر إلى آخر يوم الخميس».
وأشارت إلى أن "مرسي" أدلى بتصريحات تعد تصالحية من جماعة الإخوان عن الانتخابات، بعدما أبدى عن رضاه عن سير العملية حتى الآن، خلافات للتصريحات النارية لقيادات الجماعة حول احتمالية تزوير أول انتخابات حرة لاختيار زعيم البلاد، ثم نقلت تصريحات عن الإعلامي البارز "حمدي قنديل" عقب إدلائه بصوته في مصر الجديدة قال فيها «أدليت بصوتي لحمدين صباحي وهذا موقفي المعلن من البداية»، مضيفا «نعلم أنه ستكون هناك جولة ثانية لكن يصعب توقع من سيصل إليها؛ لأني أظن أن كل الاحتمالات مفتوحة، مكسب عظيم أن نخرج من اللجان ولا نعرف من الذي سينجح»، ثم نقلت رويترز - في تقرير آخرلها- عن مصادر سياسية تأكيدها أن «الجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ونواب البرلمان أجلوا الحديث عن سلطات الرئيس المقبل؛ إلى حين الانتهاء من انتخابات الرئاسة».
ونشرت تصريحات عن مسؤول مصري - لم تكشف عن اسمه - ولكن أكدت أنه على دراية بالمحادثات الجارية بين الأحزاب والبرلمان و«العسكري» قال فيها: «ما من أحد يعلم بالتحديد ماذا ستكون نتيجة الانتخابات، ولا يشعر أي من الجانبين بأنها من المفترض أن تحدد الآن سلطة الرئيس المجهول على الدولة».
وذكرت تلك المصادر أن الجيش سيقاوم فكرة السماح لرئيس مدني بالتمتع بكل الامتيازات، التى كان يحظى بها المخلوع حسني مبارك؛ حيث يسيطر على التعيينات والإقالات داخل الجيش وميزانيته، وأضافت المصادر أنه «يريد أن يحمي ميزانيته من الرقابة وعدم السماح بمناقشتها إلا في لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب، التي يرأسها ضابط سابق».