المخرج اللبناني سيمون أسمر: لو كانت أم كلثوم بيننا لفضّل الجمهور هيفاء عليها

«لو كانت أم كلثوم موجودة في ذلك الزمن لفضل الجهمور هيفاء وهبي عنها».. قالها المخرج اللبناني سيمون أسمر صاحب الباع الطويل في برامج تخريج المواهب أبرزها «استوديو الفن». سيمون أسمر كان يتحدث وهو مستريح البال وهادئ تماما، دون أن يعلم أن تصريحه هذا سوف يجلب عليه عاصفة من السخرية، والرفض، ومطالبات بالاعتذار من لبنانيين ومصريين، حتى إن بعضهم قال «كيف تقارن هيفاء وهبي بأم كلثوم، هيفاء يمكن مقارنتها بشعبان عبد الرحيم على الأكثر».

كلام سيمون أسمر (مواليد 1943) كان ضمن برنامج «sorry بس» الذي يعرض على قناة «o tv» اللبنانية، واختتم به مقابلته على القناة قبل يومين، وبغض النظر عن تبرير المخرج فإن قوله «الجمهور يفضل هيفاء عن أم كلثوم»، ويضعهما في جملة واحدة أثارت استياء كثيرين، كان أولهم الإعلامى الكبير وجدى الحكيم الذى عاصر أم كلثوم والتقاها كثيرا، حيث قال فى تصريحاته ل«الدستور الأصلي» إن من الطبيعي أن يكون هذا هو رأي سيمون أسمر، الذى تخصص في نوعية الأغانى التي تجاري الذوق السائد بكل شكل أيا كان، مضيفا «أما بخصوص المقارنة بين هيفاء وهبي وأم كلثوم، فهذا غير مقبول على الإطلاق، وعلى سيمون أسمر أن يلزم حدوده، فهذا تطاول على قامة أم كلثوم، ولن نقبله أبدا مهما كان تبرير صاحبه». الكلام امتد أيضا إلى الجغرافيا التى وجدها الحكيم أيضا تحمل إسقاطات على الموقف، حيث تساءل باستنكار «هل لا تصح مقارنة الهرم بمغارة جيعتة»، وهي المغارة التي كان يسعى اللبنانيون لضمها إلى عجائب الدنيا السبع. شدد الإعلامي الكبير أن تصريحات أسمر «أسهم في تقديم وائل كفوري ونوال الزغبي إلى الساحة» لا يمكن السكوت عليها، وقال باختصار «رأيه يعبر عن جو الفن الهابط الذي اعتاد العمل به، ولا يمكن أن نسمح لأى شخص أن يقارن بين هذه القامة الهامّة وبين أى مغنٍّ مهما كان».

الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي فضّل تحليل الموقف بصورة عميقة، حيث أشار إلى أنه منذ بداية الانفتاح الاقتصادي وإلى الآن وهناك تدمير كامل في الغناء الأصيل ذى القيمة الفنية والأخلاقية، وتم بناء جدار سميك بين الأجيال الجديدة وبين هذا التراث وظهر ما يسمى بغناء الاستهلاك أو الأغانى الشبابية التى أفسدت الذوق العام تماما. الأبنودى قال أيضا إن الجيل الحالي ابتعد عن الميراث القديم الذي لا يتمثل فى أم كلثوم فقط، ولكن حتى عبد الحليم حافظ وسعاد محمد وصباح ومحمد رشدي، حيث صارت كل تلك الأسماء بلا مضمون بالنسبة إلى الجيل الجديد، حيث إن الكليبات التي تعتمد على الصور والإثارة والإيقاع السريع مسحت الذاكرة الأصلية، فسيمون أسمر يقصد أن الذوق العام بالفعل قد تغير، وهذه معلومة لم يخطئ بها، ولكن كان عليه أن يذكر الأسباب الحقيقية وراء ذلك التصريح، وقبل ذلك أن يعترف أن أم كلثوم وفيروز تجربتان عابرتان بصوتيهما، وإذا كان صوتهما قد ضاع إلى حد ما في زمان السوق التجارية للأغنية الحديثة، فإن هذا لا صلة له بقامتيهما ومقاميهما العاليين.